رعب مطلق.. ودماء في كل مكان” هكذا وصف بعض الركاب لحظات الذعر التي دبت في قلوبهم خلال رحلة الخطوط السنغافورية “إس كيو321” فوق بورما بعد عشر ساعات على إقلاعها من لندن متوجّهة إلى سنغافورة يوم الثلاثاء الماضي.
فقد تعرضت الطائرة في الجو إلى مطبات شديدة مفاجئة، ما أدى إلى إصابة 20 شخصا ما زالوا يخضعون للعلاج في أقسام العناية المشددة في مستشفيات بانكوك بعدما هوت طائرتهم من على ارتفاع كبير أثناء رحلتها من لندن في حادث لقي إثره راكب بريطاني مسن حتفه، وأدى إلى إصابة أكثر من مئة آخرين بجروح.
فبعدما ترنحت الطائرة بشكل مرعب صعوداً وهبوطاً بشكل عنيف، وصف بعض المسافرين تلك الرحلة بالرعب المطلق المتمثل في ارتعاش الطائرة وتطاير الأشياء، ورؤية الدماء في كل مكان.
فقد قال جوش سيلفرستون (24 عاما) الذي خرج من المستشفى مصابا بجرح في عينه وأسنانه المكسورة، نزلت في المطار ولم أستطع التوقف عن التقيؤ، مضيفا لم أتمكن من المشي، كان الأمر سيئا للغاية.
كذلك روى الرجل البريطاني كيف تملكه الرعب والخوف، لدرجة أنه اشترى خدمة الإنترنت على متن الطائرة ليرسل رسالة إلى والدته، وأوضح معلقاً لم أكن أحاول إخافتها، لكنني كنت أود أن أقول لها أنا أحبك.
بدوره قال أحد الركاب لوسائل إعلام أسترالية أمس الأربعاء بعد وصوله إلى سيدني، قُذفت إلى السقف ومن ثم هوت الطائرة إلى الأمام وهويت أنا كذلك.. سقطت بعد ذلك على الأرض بقوة وسقطت جميع معدات الفطور والزجاجات، كان أفراد الطاقم يحضرون وجبة الإفطار للجميع، لذلك كانت إصاباتهم الأسوأ.
فيما أبدى العروسان علي ورميزة بخاري، اللذان كانا عائدين من شهر العسل، للصحفيين في مطار سيدني ارتياحهما للعودة إلى وطنهما، وقال علي لقد كانت تجربة مؤلمة للغاية.
من جهته، قال أندرو ديفيز، وهو راكب بريطاني كان في الطائرة، إنها انخفضت فجأة ولم يتلقوا سوى القليل من التحذيرات.
كما أردف “خلال الثواني القليلة التي تلت انخفاض الطائرة، سمعنا صراخاً مروعاً وما يشبه الضجيج، مشيراً إلى أنه ساعد امرأة تصرخ مستغيثة وكانت مصابة بجرح في رأسها، إلى ذلك أكد أنه اعتقد أن الطائرة ستتحطم بهم.
في حين ذكرت أليسون باركر أن ابنها جوش الذي كان على متن الرحلة، بعث لها رسالة نصية أبلغها فيها بأنه على متن “رحلة مجنونة” تقوم بهبوط اضطراري، وقالت كان الأمر مروعا.. لم أعرف ما الذي يجري. لم نعرف إن كان نجا، أتلف الأمر أعصابنا. كانت الساعتان الأطول في حياتي.
بينما أظهرت صور من داخل الطائرة المقصورة في حالة فوضى حيث تناثر الطعام وزجاجات المشروبات والأمتعة، كما تدلت من السقف أقنعة الأكسجين.
ولم يتضح بعد السبب الدقيق وراء الاضطراب الذي أدى إلى هبوط طائرة بوينج 777 التي كانت تقل 211 راكبا و18 من أفراد الطاقم على ارتفاع 6000 قدم (حوالي 1800 متر) في حوالي ثلاث دقائق يوم الثلاثاء الماضي.
لكن الطائرة أجبرت على القيام بهبوط اضطراري في مطارسوفارنابومي في بانكوك، حيث نقل المصابون على نقالات إلى سيارات إسعاف كانت بانتظارهم على المدرج.
وأفاد مستشفى في بانكوك أمس بأن موظفيه يعالجون أو عالجوا 85 من المصابين بينهم 20 شخصا في قسم العناية المركّزة.
ما الأشخاص الـ20 فهم من أستراليا وبريطانيا وهونغ كونغ وماليزيا ونيوزيلندا وسنغافورة والفيليبين، وفق ما أفاد مستشفى ساميتيفيج من دون تحديد عدد الركاب أو أفراد الطاقم.
من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط السنغافورية غوه تشون فونغ الأربعاء بأن الشركة “تأسف بشدّة على التجربة الصادمة” التي مر بها الأشخاص الذين كانوا على متن الرحلة وقدمت تعازيها لعائلة المتوفى.
في حين أكد خبير سلامة الطيران ومقره الولايات المتحدة أنتوني بريكهاوس أنه ما زال من المبكر جدا تحديد ما حصل تماما.
يذكر أنه لطالما حذّر العلماء من أن تغير المناخ سيؤدي على الأرجح إلى ازدياد المطبات الهوائية في السماء الصافية، وهو أمر لا يمكن للرادارات التقاطه.
كما خلصت دراسة من العام 2023 إلى أن المدة السنوية للمطبات الهوائية في السماء الصافية ازدادت بنسبة 17 في المئة من العام 1979 حتى 2020، مع ازدياد الحالات الأكثر شدة بأكثر من 50 في المئة.