نحتفل غدا بعيد الأم حيث لا تخلو إذاعة أو قناة تليفزيونية من بث أشهر أغنية قدمت لهذه المناسبة على الرغم من مرور أكثر من60 عاما على انطلاقها إلا أنها لا تزال تحقق إقبالا جماهيريا واسعا بل يزداد عاما بعد عام لتحتل أغنية «ست الحبايب» الصدارة فى مرتبة الأغانى والأعمال الفنية التى قدمت فى عيد الأم.
وتعود قصة أغنية «ست الحبايب» إلى الصدفة البحتة حينما ذهب مؤلفها وهو الشاعر المعروف حسين السيد إلى والدته التى كانت تقطن فى سكن مجاور له ليلة 20 مارس عام 1958 وكان مرتبطا بها ارتباطا وثيقا؛ نظرا لأنه الابن الوحيد وله شقيقتان فكان تربطه بها حب شديد، ودائما ما كان يدللها ويناديها بـ«ست الحبايب».
وعلى الرغم من حبه وتقديره لها إلا أنه فوجئ قبل أن يطرق بابها أنه لم يحضر هدية عيد الأم فلم يجد أفضل من أن يكتب لها كلمة صادقة من قلبه وكالمعتاد تلازمه دائما أدواته من ورقة وقلم فبدأ فى الكتابة وفاجأها بهذه الورقة والكلمات التى سعدت بها لأنها تعبر عن إحساسه لها.
ما لبث الشاعر حسين السيد على موافقة أمه لتحويل هذه الكلمات إلى أغنية تحمل اسم «ست الحبايب»، حيث اتصل على الفور بصديقه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والذى فوجئ بسعادته بالأغنية، وطلب منه الحضور على الفور للتدريب عليها، وفى 15 دقيقة فقط ومن شدة جمال الكلمات كان عبد الوهاب قد انتهى من تلحينها وطلب الفنانة فايزة أحمد لمنزله التى سارعت بالحضور وظلت ساهرة حتى الساعات الأولى من فجر يوم 21 مارس لتتدرب على الأغنية، وفوجئ الشاعر حسين السيد ووالدته أن الأغنية تذاع الساعة العاشرة صباحا فى الإذاعة بصوت عبد الوهاب عازفا على العود، وفور بثها حفظتها كل أذن سمعتها ورددتها كل الألسنة لأنها اخترقت القلوب بقوة تأثير كلماتها، ثم قامت بتسجيلها الفنانة فايزة أحمد مساء 21 مارس، ومن وقتها لابد أن تذاع أغنية «ست الحبايب» فى عيد الأم بصوت فايزة أحمد الساحر.
الاهرام المسائي