تداول ناشطون لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، الثلاثاء، اسم وصور فاطمة جعفر عبد الله، حتى باتت الوجه الأبرز لضحايا تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية، التي اتهمت بيروت إسرائيل بتنفيذها.
فاطمة تبلع من العمر 10 سنوات، وقُتلت جراء انفجار جهاز اتصال من نوع “بيجر” (Pager) كان بجوارها في منزل أسرتها ببلدة سرعين في منطقة البقاع شرقي لبنان، حسب مراسل الأناضول.
ودون ذكر اسمها ولا أي معلومات أخرى عنها، أعلن كل من “حزب الله” ووزير الصحة اللبناني فراس الأبيض مقتل طفلة، عبر بيان ومؤتمر صحفي على الترتيب.
ومن بين 9 قتلى في أنحاء لبنان لم تتضح حتى الآن سوى هوية فاطمة ومحمد مهدي عمار، نجل النائب البرلماني عن كتلة “الوفاء للمقاومة” (تابعة لـ”حزب الله”) علي عمار.
ولم تتوفر على الفور معلومات بشأن إذا كان يوجد أطفال بين الجرحى، وهم نحو 2800 جريح، منهم 200 في حالة حرجة، كما أعلن الأبيض في حصيلة غير نهائية لضحايا تفجيرات “بيجر”.
و”بيجر” جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي صغير ومحمول يستخدمه مدنيون وعاملون بالمجال الصحي وغيرهم للتواصل داخل مؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة، وهو يعمل ببطاريات قابلة للشحن ويستقبل رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية، وفق مراسل الأناضول.
وفيما أعلنت دول وحركات عربية وإسلامية تضامنها مع لبنان وعرضت تقديم مساعدات طبية، اتهمت الحكومة اللبنانية و”حزب الله” إسرائيل بتنفيذ التفجيرات، دون إيضاحات عن الكيفية.
بينما تنصل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة “إكس” ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قبل أن يحذفه.
ومنذ أيام يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة “حزب الله”، تحت وطأة ضغوط داخلية جراء استمرار قصف الحزب لمواقع عسكرية إسرائيلية.
وتسبب قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي “الخط الأزرق” الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطين.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.