المناعة هي حماية موثوقة ضد الأمراض. فهى مهمة بشكل خاص للأطفال، حيث إن أجسامهم تنمو فقط وليس لديها بعد جميع الموارد اللازمة لمكافحة العدوى. ولكن ماذا تفعل إذا طفلك يمرض كثيرًا؟ ما هي العوامل التي تؤثر على المناعة وكيف تجعلها وسيلة أقوى للدفاع ؟ ما هي الفيتامينات اللازمة للمناعة؟
كيف تعمل مناعتنا؟
يزال الجهاز المناعي لدى الطفل غير كامل و يستمر في التطور طوال السنوات الأولى من حياته. وهذا ما يفسر سبب إصابة الأطفال بالمرض أكثر من البالغين. السمة الرئيسية لمناعة الأطفال هي عدم نضجها. لدى الأطفال عدد أقل من الخلايا اللمفاوية التائية المسؤولة عن التعرف على الأشياء الغريبة عن الجسم وتدميرها. لذلك، فهم ببساطة بحاجة إلى الفيتامينات لتعزيز مناعتهم.
ما الذي يسبب انخفاض المناعة؟
يمكن إضعاف الجهاز المناعي بسبب عوامل مختلفة. وهذا ما يقلل من الدفاعات الطبيعية لدى الجميع: البالغين والأطفال.
في المقام الأول هو ندرة الضوء الطبيعي. فمع بداية موسم البرد، تصبح ساعات النهار أقصر. يؤدي قلة الضوء إلى انخفاض إنتاج فيتامين د، مما يساعد الجسم على الدفاع ضد الفيروسات.
كذلك تؤدي قلة النوم إلى تعطيل عمل جميع أجهزة الجسم، بما في ذلك جهاز المناعة. اثناء النوم، تتم استعادة الخلايا ويتم تصنيع مواد مهمة تساعد في مكافحة الالتهابات. قلة النوم المزمنة تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا. النوم الهادئ والمريح مهم لكل من البالغين والأطفال.
التوتر وتناول بعض الأدوية
العديد من الأدوية، وخاصة المضادات الحيوية، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على البكتيريا المعوية المفيدة. والتي قد تمثل جزء كبير من جهاز المناعة. فاختلال التوازن في الكائنات الحية الدقيقة المعوية يضعف الصحة. في هذه الحالة، هناك حاجة إلى فيتامينات خاصة للمناعة لتصحيح الوضع. تعتمد المناعة أيضًا على الحالة النفسية للشخص. فالتوتر والعصبية تقللان من دفاعات الجسم، ويؤدي الاكتئاب بشكل عام إلى تفاقم العديد من الأمراض. وكل ذلك بسبب هرمونات التوتر التي تشكل خطورة كبيرة على الجهاز المناعي والصحة بشكل عام.
– قلة ممارسة الرياضة والإكثار من تناول السكريات
الخمول البدني يقلل من النغمة العامة للجسم ويضعف جهاز المناعة. تعمل التمارين الرياضية على تنشيط الدورة الدموية وتحسين عملية التمثيل الغذائي وتحفيز إفراز هرمونات السعادة التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية وتقوية جهاز المناعة.
أيضاً، يؤدي استهلاك السكر الزائد إلى انخفاض المناعة لعدة أسباب.
أولا، السكر يخلق بيئة مواتية لتكاثر البكتيريا الضارة. ثانيا، أنه يثبط نشاط الخلايا المناعية. فكيف تزيد المناعة إذا كانت ضعيفة بالفعل؟
ما يجب عليك فعله لتقوية مناعة الطفل
لزيادة مناعة الطفل ، لابد من زيادة الوقت الذي يقضيه في غرفة باردة تدريجيًا.كذلك الاستحمام المتباين وسكب الماء البارد على قدميه – كل هذا يساعد على تقوية الأوعية الدموية. أيضاً ،ضوء الشمس هو مصدر طبيعي لفيتامين د، وهو ضروري لتقوية جهاز المناعة. في فصل الشتاء، عندما تكون ساعات النهار قصيرة، يمكنك استخدام مصابيح خاصة تحاكي الشمس. سوف يساعد ذلك في تعويض نقص فيتامين د والحفاظ على مناعة الطفل عند المستوى المناسب.
ويساعد شرب الطفل للمياه بكميات مناسبة على التخلص من السموم وتحسين التمثيل الغذائي وتقوية جهاز المناعة. ويحتاج الطفل إلى شرب لتر من الماء على الأقل خلال النهار.
دعونا نلقي نظرة على الفيتامينات اللازمة لتقوية مناعة الطفل.
فيتامينات ب
يؤثر نقص الفيتامينات، وخاصة المجموعة ب، بشكل مباشر على صحة أي شخص. يطلق عليها “فيتامينات المناعة والطاقة”. وتشارك في العديد من التفاعلات الكيميائية الحيوية وإنتاج الأجسام المضادة – البروتينات التي تحارب الالتهابات داخل الجسم. فيتامينات ب ضرورية للعمل الطبيعي لخلايا الجهاز المناعي، وتزويدها بالطاقة والمواد المغذية وتلعب هذه الفيتامينات المناعية أيضًا دورًا في عملية الهضم، حيث تساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها لتقوية جهاز المناعة.
فيتامين ج
عندما يُسأل عن أفضل الفيتامينات للمناعة، يتبادر إلى الذهن على الفور فيتامين C. هناك اعتقاد خاطئ شائع وهو أنه دواء لجميع نزلات البرد ويمكن أن يحسن المناعة بشكل كبير عند تناوله بجرعات كبيرة. لكن البحث العلمي لا يدعم وجهة النظر هذه.
نعم، فيتامين C مهم لجهاز المناعة. يدخل في تركيب الكولاجين، ويقوي الأوعية الدموية، وله خصائص مضادة للأكسدة. ومع ذلك، فإن دوره في الوقاية من نزلات البرد وعلاجها ليس مهمًا كما هو شائع. جسم الإنسان قادر على استيعاب كمية محدودة فقط من فيتامين C. إن تناول جرعات كبيرة لن يؤدي إلى زيادة كبيرة في مستواه في الجسم، وسيتم ببساطة التخلص من الفائض. ولكن ما هي الفيتامينات اللازمة للمناعة تأتي في المقام الأول؟
الفيتامينات أ، هـ، د
تعمل هذه الفيتامينات المناعية بشكل تآزري، مما يعزز تأثيرات بعضها البعض. على سبيل المثال، يساعد فيتامين E الجسم على امتصاص فيتامين A بشكل أفضل، كما يزيد فيتامين D من فعالية جهاز المناعة الذي ينشطه فيتامين A. وجميعها تلعب دورًا مهمًا في تقوية جهاز المناعة، على الرغم من أنها تعمل بشكل مختلف. يحافظ فيتامين أ على سلامة الأغشية المخاطية، والتي تعد العائق الأول أمام الإصابة بالعدوى. فهو يساعد الخلايا الظهارية على تجديد نفسها، مما يجعلها أكثر مقاومة للفيروسات والبكتيريا. فيتامين E (توكوفيرول) يحمي الخلايا من التلف ويساعد في الحفاظ على سلامة أغشية الخلايا، بما في ذلك المناعة. يساعد فيتامين د على منع فرط نشاط الجهاز المناعي (أمراض المناعة الذاتية) وجهاز المناعة غير النشط (نقص المناعة). تظهر بعض الدراسات أن هذه الفيتامينات الأفضل للمناعة لها نشاط مباشر مضاد للميكروبات، مما يساعد الجسم على مكافحة الالتهابات. ليست الفيتامينات فحسب، بل المعادن أيضًا مهمة للمناعة. دعونا نفكر فيها أكثر.
السيلينيوم
يساعد هذا العنصر في تصنيع أحد مضادات الأكسدة النادرة والأساسية. يحفظ السيلينيوم الخلايا، ويمنع تدميرها، كما يزيل الالتهابات. وهو ضروري للعمل الطبيعي للخلايا اللمفاوية التائية، والتي تعتبر مهمة لإنقاذ الجسم من الالتهابات. كما أنه يعزز إنتاج الأجسام المضادة.
الزنك
بدون الزنك، تضعف الخلايا ولن تكون قادرة على محاربة الفيروسات. وقد تم إثبات ذلك علميا، ولكن اليوم لا يزال هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من نقص الزنك.
النحاس
يعمل عنصر النحاس مع الزنك والسيلينيوم. ويشكلون معًا دفاعًا قويًا للجسم ضد الالتهابات. النحاس ضروري لتخليق الكولاجين، وهو المكون الرئيسي للنسيج الضام وهو ضروري لشفاء الجروح. ويشارك في تنظيم الاستجابة المناعية، مما يساعد الجسم على تمييز خلاياه عن الخلايا الغريبة. من المهم أن نتذكر أن كل طفل فريد من نوعه، لذلك من الضروري اختيار طرق تقوية جهاز المناعة بشكل فردي، مع مراعاة العمر والحالة الصحية وخصائص الجسم. يجب أن تكون جميع التغييرات في نمط حياة الطفل تدريجية، ويجب اختيار الفيتامينات اللازمة للمناعة بعناية. إن تقوية الدفاع المناعي هي عملية طويلة الأمد تتطلب وقتًا ونهجًا منظمًا.