أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية تجارية أن الضربات الجوية الإسرائيلية أصابت مباني، خلال هجوم أمس (السبت)، استخدمتها إيران لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، وفقاً لتقييمين منفصلين أجراهما باحثان أميركيان.
وتوصل إلى هذه النتائج ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة والذي يرأس معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مجموعة بحثية، وديكر إيفليث، محلل أبحاث مشارك في «سي إن إيه»، وهي مؤسسة أبحاث في واشنطن.
وقالا، لوكالة «رويترز»، على نحو منفصل، إن إسرائيل ضربت موقع «بارشين» العسكري الضخم بالقرب من طهران.
وأشار إيفليث إلى إن إسرائيل قصفت أيضاً موقع «خجير»، وهو موقع ضخم لإنتاج الصواريخ بالقرب من طهران.
وذكرت وكالة «رويترز» في يوليو (تموز)، أن موقع خجير يشهد توسعاً هائلاً.
وقال إيفليث إن الضربات الإسرائيلية ربما «أعاقت بشكل كبير قدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة».
وذكر الجيش الإسرائيلي أن 3 موجات من الهجمات باستخدام طائرات حربية ضربت مصانع صواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وفي غرب إيران، في وقت مبكر من صباح السبت، رداً على إطلاق طهران في 1 أكتوبر (تشرين الأول)، أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل.
وأعلن الجيش الإيراني أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استخدمت «رؤوساً حربية خفيفة للغاية»، لضرب أنظمة رادار حدودية في إقليمي عيلام وخوزستان وفي محيط طهران.
وأوضح إيفليث أن صورة من شركة «بلانيت لابس»، وهي شركة أقمار اصطناعية تجارية، أظهرت أن ضربة إسرائيلية دمرت مبنيين في «خجير» كانا يستخدمان لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية.
وبحسب الصورة التي اطلعت عليها وكالة «رويترز»، كان المبنيان محاطين بسواتر ترابية مرتفعة. وترتبط مثل هذه التصميمات المعمارية بإنتاج الصواريخ، وهي مصممة لمنع انفجار في مبنى واحد من تفجير مواد قابلة للاشتعال في بنايات مجاورة.
وذكر إيفليث أن الصور التي التقطتها شركة «بلانيت لابس» لموقع «بارشين»، أظهرت أن إسرائيل دمرت 3 مبانٍ لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية ومستودعاً.
وقال أولبرايت إنه راجع صور الأقمار الاصطناعية التجارية منخفضة الدقة لموقع «بارشين»، التي يبدو أنها أظهرت أن ضربة إسرائيلية ألحقت أضراراً بـ3 مبانٍ، اثنان منها استخدما لخلط الوقود الصلب فيها للصواريخ الباليستية. ولم يحدد الشركة التجارية التي حصل منها على الصور.
وأضاف أن المباني تقع على بعد نحو 320 متراً من منشأة كانت تشارك، فيما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والمخابرات الأميركية، إنه برنامج شامل لتطوير الأسلحة النووية أوقفته إيران في عام 2003. وتنفي إيران امتلاكها مثل هذا البرنامج.
وأشار إيفليث إلى أن «إسرائيل تقول إنها استهدفت مباني تحتوي على خلاطات للوقود الصلب، وهذه الخلاطات الصناعية يصعب تصنيعها وتخضع لضوابط التصدير. واستوردت إيران كثيراً منها على مر السنين بتكلفة باهظة، ومن المرجح أن تجد صعوبة في استبدالها».
وأضاف أن إسرائيل ربما تمكنت من خلال عملية محدودة من توجيه ضربة قوية لقدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة، مما يجعل من الصعب على أي هجوم صاروخي إيراني مستقبلي اختراق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية. وذكر أن «الضربات تبدو دقيقة للغاية».
وتملك إيران أكبر ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط، وقال مسؤولون أميركيون إنها زودت روسيا بالصواريخ لاستخدامها ضد أوكرانيا، وكذلك الحوثيين في اليمن وجماعة «حزب الله» اللبنانية.
وتنفي طهران وموسكو حصول روسيا على صواريخ إيرانية.
وذكرت وكالة «رويترز» أن صوراً لشركة «بلانيت لابس»، راجعها في وقت سابق من هذا العام إيفليث وجيفري لويس من معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، أظهرت توسعات كبيرة في «خجير» ومجمع «مدرس» العسكري بالقرب من طهران. ووفقاً لتقييماتهما، كانت هذه التوسعات تهدف إلى تعزيز إنتاج الصواريخ. وأكد 3 مسؤولين إيرانيين كبار هذا الاستنتاج.