رغم أن أنفيلد شهد، يوم الاثنين، الظهور الأول لصفقات ليفربول الصيفية الكبرى، إلا أن العرض الحقيقي جاء من فتى يبلغ من العمر 16 عاماً: ريو نجوموا، الذي خطف الأضواء في مباراة ودية ضد نادٍ من إقليم الباسك، ليؤكد أنه أحد أبرز مواهب الريدز الصاعدة.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، وفي المباراة الأولى التي جمعت «الفريق الثاني» لليفربول بمنافسه أتلتيك بلباو في الساعة 17:00 بتوقيت بريطانيا، شارك نجوموا أساسياً، وسجّل هدفاً وصنع آخر خلال أول خمس دقائق فقط.
وانتهت المباراة بفوز الريدز 4-1، سجل خلالها داروين نونيز، بن دوك، وهارفي إليوت.
لاحقاً، في مباراة الفريق الأول (20:00)، قدّم المدرب آرني سلوت تشكيلته المدججة بصفقات تُقدّر بـ263.5 مليون جنيه إسترليني، أبرزهم: فلوريان فيرتز، هوغو إيكتيكي، جيريمي فريمبونغ، ميلوش كيركيز، وجيورجي مامارداشفيلي. لكن حتى هؤلاء لم ينجحوا في خطف البريق من الفتى نجوموا.
سجل نجوموا هدف التقدّم في الدقيقة الثانية، بعدما التقط كرة مرتدة من نصف ملعبه وانطلق بها ثم سدد كرة رائعة من مسافة 20 ياردة.
وبعد ثلاث دقائق فقط، مرّر كرة رأسية حاسمة من عرضية بن دوك، أسكنها نونيز الشباك.
الجماهير كانت تهتف باسمه، ولاعب الوسط كيرتس جونز طالبهم بالمزيد من التشجيع. غادر نجوموا اللقاء في منتصف الشوط الثاني وسط تصفيق حار ووقوف جماعي من جمهور أنفيلد.
الأصغر في مباراة رسمية
مدافع ليفربول السابق غاري جيليسباي قال عبر قناة النادي: «موهبة استثنائية بحق… التحدي هو كبح التوقعات، لكن من الصعب إخماد الحماس تجاهه».
نجوموا، الذي يُكمل عامه الـ17 هذا الشهر، برز بشدة منذ بداية فترة الإعداد. سجل هدفاً أمام يوكوهاما، وصنع هدفاً ضد ميلان، وها هو يواصل التألق.
في يناير (كانون الثاني) الماضي، أصبح أصغر لاعب يبدأ مباراة رسمية مع ليفربول بعمر 16 عاماً و135 يوماً، خلال الفوز 4-0 على أكرينغتون في كأس إنجلترا. لكنها كانت مشاركته الرسمية الوحيدة حتى الآن.
والآن، ومع تغييرات كبيرة في خط الهجوم، باتت الفرصة مهيأة ليرى اسمه في قوائم الدوري الإنجليزي.
وفاة ديوغو جوتا المفجعة في حادث سيارة أثّرت على أجواء الفريق، بالإضافة إلى لويس دياز الذي انتقل إلى بايرن ميونيخ، وداروين نونيز الذي أصبح هدفاً للأندية السعودية، وأيضاً صفقة ألكسندر إيزاك من نيوكاسل قوبلت بالرفض رغم عرض بـ110 ملايين… كل ذلك يترك ثلاثي الهجوم الحالي: صلاح، إيكتيكي، وجاكبو، بمفردهم، ما يمنح نجوموا فرصة حقيقية للصعود.
«نجم حقيقي»
رغم تألقه السريع، نجوموا ليس من أبناء أكاديمية ليفربول، بل انضم في صيف 2024 قادماً من تشيلسي. حينها كتب الأسطورة جون تيري: «هذا الفتى نجم حقيقي… وسيصبح لاعباً كبيراً». وبالفعل، يبدو أن تيري كان على حق.
المدرب الهولندي آرني سلوت قاد ليفربول للفوز بالدوري الموسم الماضي رغم اعتماده على التشكيلة الحالية تقريباً، باستثناء صفقة فيديريكو كييزا.
لكن هذا الصيف شكّل بداية إعادة بناء حقيقية للفريق، بخطة 4-2-3-1 هجومية مرنة، مع تألق: فيرتز بلمسات سحرية وتسديدات خطيرة، فريمبونغ الذي ذكّر الجماهير بألكسندر-أرنولد، كيركيز المميز دفاعاً وهجوماً، وإيكتيكي الذي صنع هدف صلاح واقترب من التسجيل بنفسه.
رغم ذلك، ما زالت هناك مشكلة في قلب الدفاع مع غياب فان دايك (مرض) وجو غوميز (إصابة)، ما اضطر المدرب لإشراك لاعب الوسط إندو كقلب دفاع، والناشئ تري نيوني (18 عاماً) في اللقاء الأول.
ريو نجوموا موهبة استثنائية ظهرت مبكراً وأثبتت جدارتها في فترة الإعداد، ومع تقلّص الخيارات الهجومية، بات الطريق ممهّداً أمامه ليحجز مكاناً في الفريق الأول هذا الموسم. وفي ظل إصراره، ودعمه من الجماهير والمدرب، ربما يشهد الموسم الجديد ولادة نجم جديد في سماء أنفيلد.
نجوموا قالها بنفسه: «لا أريد التسرع… لكني فقط أريد أن أُظهر للمدرب ما أستطيع فعله. وأطمح للأفضل لي وللنادي».