ويقف أصحاب المتلازمة وأسرهم في مواجهة أسئلة تتطلب إجابات دقيقة وتأهيلا حقيقيا، يراعي احتياجاتهم وقدراتهم ويضمن لهم الحياة الكريمة.

وأكد علاء الغندور، استشاري الطب النفسي والتأهيل العلاجي، أن أصحاب متلازمة داون أو الإعاقات العقلية الأخرى غير مؤهلين بشكل طبيعي للزواج، ما لم يخضعوا لتأهيل نفسي وسلوكي احترافي.

وأضاف في تصريح خاص لـ”سكاي نيوز عربية”، أن الحياة الزوجية تتطلب قدرا عاليا من القدرة على تحمل المسؤولية، وهو أمر يفتقده حتى بعض الأزواج الطبيعيين، بدليل وجود حالة طلاق كل دقيقتين في المجتمعات.

وأشار الغندور إلى أن هناك فرقا بين الزواج القائم على “الشفقة أو العطف” وبين الزواج القائم على “الحب الناضج والتضحية”، لافتا إلى أن العديد من التجارب التي تمت في هذا الإطار انتهت بالفشل، نتيجة غياب التأهيل أو ضعف الدعم الاجتماعي.

وشدد على أن أصحاب متلازمة داون يمكن أن يندمجوا في المجتمع ويتزوجوا في حال خضعوا لتأهيل احترافي دقيق، يمكنهم من تطوير مهاراتهم السلوكية والاجتماعية، بحيث يصعب ملاحظة الإعاقة على شخصيتهم.

ويرى أن الأمر يتطلب وجود مدرب متخصص يرافق الحالة حتى تصل إلى بر الأمان، بالإضافة إلى اختيار شريك يتمتع بقدر عال من الإنسانية والوعي لتحمل المسؤولية والتعامل مع ظروف الشريك.

من جانبه اعتبر جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن حالات الزواج التي تضم أشخاصا من ذوي متلازمة داون أو أي إعاقات عقلية أخرى لا يمكن تفسيرها جميعا تحت معيار واحد مثل “الحب” أو “الحق في الزواج”، مشددا على أن كل حالة تخضع لظروف اجتماعية واقتصادية ونفسية مختلفة.

وقال فرويز في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، إن على الطرف الآخر أن يكون على دراية تامة بطبيعة المتلازمة وتفاصيل الحالة الصحية والنفسية للشخص، لأن هؤلاء الأفراد قد يعانون من مشكلات صحية مرافقة مثل أمراض القلب، وبالتالي يتطلب الأمر استعدادا نفسيا وجسديا من الطرف الآخر لتحمل المسؤولية.

وأشار إلى أنه من خلال مشاهداته لحالات متعددة، لاحظ أن بعض الزيجات كانت قائمة على استغلال ظروف الأسرة الاقتصادية أو كانت الفتاة تكبر الشاب بفارق واضح وتحتاج إلى مصدر دخل، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافع الزواج وشرعيته الأخلاقية.