خضع طفل بريطاني لعملية جراحية لإنقاذ حياته قبل أن يعيده الأطباء إلى رحم والدته ليتابع نموه ويولد بشكل طبيعي.
وكانت الأم ديبورا ميدلتون حاملاً في الأسبوع 16 عندما اكتشف الأطباء أن الجنين يعاني من شكل حاد من السنسنة المشقوقة، ويجب أن يخضع لعملية جراحية ستمنحه فرصة أفضل ليعيش حياة طبيعية.
وفي مستشفى رويال فيكتوريا في نيوكاسل، كشفت الاختبارات أن الطفل الذي لم يولد بعد أن كان يعاني من أشد أشكال السنسنة المشقوقة، والتي تسمى القيلة النخاعية السحائية. وكان هناك ثقب في ظهر الطفل، مما يسمح لحبله الشوكي وأعصابه بالاندفاع للخارج وتشكيل كيس خارج جسمه الصغير.
وحذر الأطباء والدي الطفل بضرورة إجراء العملية الجراحية قبل الأسبوع 26 من الحمل، وطلبوا منهما التفكير قبل المضي قدماً في هذا الخيار. وكان قرار الوالدين منح طفلهما فرصة ليعيش وتجربة هذه العملية الرائدة.
وأوضح الأطباء أن العملية يغطي التأمين تكاليفها، ولكن يجب إجراءها في مركز متخصص في بلجيكا، حيث يتم سحب الجنين من أسفل الرحم أولاً، وإجراء العملية الجراحية، ثم إعادته إلى الداخل مرة أخرى لمتابعة الحمل بشكل طبيعي.
وتقول الأم “إن إجراء عملية جراحية لطفلي وأنا ما زلت حاملاً بدا مرعباً، لكن كان علينا المحاولة. كان هذا أفضل قرار اتخذناه على الإطلاق لأنه أنقذ حياة طفلنا. وهذا يعني أنه ولد مرتين”.
وفي سبتمبر (أيلول) 2020، سافر الزوجان ديبوا وديفيد إلى بلجيكا لإجراء العملية في حرم UZ Leuven Gasthuisberg الجامعي. جاء ذلك بعد أسابيع من الاختبارات والفحوصات للتأكد من استيفاء الطفل بريستون للمعايير، والتي تضمنت التحقق مرتين من أنه ليس لديه أي مشاكل طبية خطيرة أخرى وأن الآفة الموجودة على ظهره في مكان مناسب للعملية.
وفي يوم الجراحة، تم تحذير الأم من وجود خطر كبير من خضوعها للولادة المبكرة على طاولة العمليات. وخلال العملية التي استغرقت سبع ساعات، قطع الجراحون الرحم بنفس طريقة الولادة القيصرية. وأجروا عملية على العمود الفقري لبريستون وأغلقوا الفتحة في ظهره، قبل إعادته بأمان إلى رحم والدته.
وبعد العودة إلى بريطانيا، أظهرت الاختبارات تعقيداً آخر، وهو تراكم السوائل في دماغ بريستون يسمى استسقاء الرأس. وكان من المحتمل أن يسبب تلفاً في الدماغ إذا ترك دون علاج.
وفي 14 ديسمبر (كانون الأول) 2020 – في الأسبوع 36 للحمل – قرر الأطباء أن الوقت قد حان لخروج الطفل إلى العالم للمرة الثانية، حيث ولد في عملية قيصرية وكان وزنه نحو 3.5 كيلوغرام وكان يحمل ندبة جراحة حمراء أسفل ظهره. وتم نقله مباشرة إلى العناية المركزة لحديثي الولادة لفحصه. وبعد أسبوع في وحدة حديثي الولادة، عاد مع والديه إلى المنزل في 23 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي في الوقت المناسب لعيد الميلاد وعيد ميلاد والده، بحسب موقع ميترو البريطاني.