ويؤثر هذا المرض على نسبة عالية من النساء مقارنة بالرجال، وقد يظهر في أي مرحلة عمرية ويؤثر على المصابين بأكثر من طريقة.

ولأن هذا المرض يشمل مجموعة من الأعراض المختلفة فإن تشخيصه يتطلب، الكثير من الاختبارات والوسائل لتأكيد الإصابة.

ويؤكد البروفيسور باسم يموت استشاري طب الدماغ والجهاز العصبي أن تشخيص التصلب المتعدد أو ما يطلق عليه التصلب اللويحي لم يكن سهلا قبل ظهور الرنين المغناطيسي في الثمانينات.

وأضاف يموت في حديثه لبرنامج الصباح كلينك المذاع عبر “سكاي نيوز عربية” أن المرض يزيد انتشارا في العالم لأسباب عديدة أبرزها:

  • التعرض الأقل للفيروسات التي تعطي مناعة في الصغر ما يجعل الجهاز المناعي يهاجم الدماغ بدلا من الفيروسات ويحدث التهابات.
  • دراسة لجامعة هارفارد كشفت أن هناك فيروسا يصيب الأطفال والمراهقين ويحدث أعراضا بسيطة لكنه يظل كامنا بالجهاز المناعي، وقد يسبب المرض بعد ذلك إذا توفرت له الظروف الملائمة.
  • التلوث والذي زاد مؤخرا مع التقدم الصناعي.
  • البدانة خاصة في فترة المراهقة.
  • التدخين خاصة أثناء المراهقة.
    • الإكثار من الملح.
    • عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس.

    وأوضح باسم أن المرض يوصف بأنه اضطراب في جهاز المناعة يدفعه لمحاربة الجهاز العصبي المركزي وهو الدماغ والنخع الشوكي بدلا  من مهاجمة الفيروسات والبكتيريا القادمة من الخارج ما يحدث التهابات فيه.

    كما لفت إلى أن هذه الهجمات تحدث في الدماغ للمصاب من وقت لآخر كل 6 أشهر أو سنة وتؤدي لحدوث أعراض قد يظهر واحد منها أو أكثر وقد تتطور:

    • فقدان البصر.
    • شلل في اليد أو الرجل.
    • فقدان التوازن.
    • عدم التحكم في البول.
    • الأعراض تحدث بشكل تدريجي ومستمر لأكثر من 24 ساعة.
    • قد تحدث إعاقة إذا ترك المريض دون علاج.

    ولفت إلى أن مشكلة هذا المرض أنه يصيب الشباب في سن ما بين 20 و40 عام وهو ثاني أكبر سبب لحدوث الإعاقة لديهم بعد الحوادث.

    وشدد على أهمية اكتشاف المرض مبكرا وعلاجه من خلال التعرف على أعراضه والذهاب مباشرة عند طبيب الأعصاب.

    وفيما يتعلق بالعلاج أشار إلى أن 90 بالمئة من الحالات تعالج وتعود للحالة الطبيعية والمهم تفكير المريض والطبيب بالمرض من أجل تشخيصه.

    رحلة العلاج
    يوضح يموت أن علاج التصلب المتعدد يعد من أكثر العلاجات التي تقدمت بأمراض الجهاز العصبي أكثر من ألزهايمر والصرع ويمكن وقف هجمات الجهاز المناعي كليا والمحافظة على المريض لسنوات طويلة، من خلال الأدوية عالية الفعالية، والتي تؤخر الهجمات لتحدث مرة كل 10 أو 7 سنوات.

    وبين أن العلاج يكون بمصل الكروتيزون لمدة من 3 إلى 5 أيام، وفي حال الهجمة كانت قوية جدا ولم يتحسن المريض يعالج بغسيل الدم، وفي معظم الحالات يمكن تحسين الوضع والرجوع للحالة الطبيعية، ثم يبدأ العلاج طويل الأمد الذي يمنع الهجمات لدرجة كبيرة وإذا حدثت تكون أقل شدة.

    العامل الوراثي

    وأكد أن المرض مزمن مثل الضغط والسكر ويحتاج لدواء مستمر وعمل تحكم في الحالة، ونسبة 25% من حالاته وراثية بين التوائم، و1 إلى 2 بالمئة من الأب أو الأم للابن، وإذا كان هناك أكثر من مصاب بالعائلة بالمرض تزيد احتمالات انتقال المرض للأبناء إلى 5 بالمئة، أما في حال كان الوالدان مصابين ترتفع النسبة إلى 25 بالمئة، وبشكل عام 75 بالمئة من الإصابات تحدث لأسباب متعلقة بالوسط المحيط.