كاف بوست / متابعات:
كشف العلماء الصينيون لأول مرة في التاريخ، عن نوع المادة الموجودة على الجانب البعيد من القمر، والتي تم إحضار عينات منها في مهمة “تشانغ إيه 6” الصينية.
ونُشر التحليل الصيني الأول لعينات الجانب البعيد من القمر، بعد مرور أقل من 3 أشهر من إحضار “تشانغ إيه 6” للمواد إلى كوكب الأرض.
ولم يسد البحث الصيني فجوة تاريخية في دراسة الجانب البعيد من القمر فحسب، بل قدم أيضا أدلة مباشرة للبحث في تطوره المبكر.
وناقش البحث، الذي قادته مؤسسات بحثية رائدة في الصين، بما في ذلك المراصد الفلكية الوطنية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم ومركز استكشاف القمر وهندسة الفضاء التابع لإدارة الفضاء الوطنية، الخصائص الفيزيائية والمعدنية والجيوكيميائية للعينات المسترجعة من الجانب البعيد من القمر، وفق لوكالة أنباء “شينخوا” الصينية.
ومع ذلك، فإن مهمة “تشانغ إيه 6” تمثّل المرة الأولى التي نجحت فيها البشرية في جمع عينات من الجانب البعيد من القمر، إذ أعادت 1935.3 غراما من المواد الثمينة.
ويقع موقع هبوط مهمة أخذ العينات هذه في حوض القطب الجنوبي – أيتكين على الجانب البعيد، وتحديدا على حافة فوهة تأثير “أبوللو”، وهي المنطقة التي تكون فيها القشرة القمرية رقيقة للغاية، مما قد يكشف عن مواد بدائية من أحواض التأثير المبكرة، ويُظهر تحليل الجسيمات توزيعا ثنائي النمط لأحجام الحبوب، مما يشير إلى أن العينات ربما خضعت للاختلاط من مصادر مختلفة.
وكشفت الدراسة الصينية أن عينات مهمة “تشانغ إي-6” لا تحتوي فقط على البازلت الذي يسجل تاريخ النشاط البركاني على القمر، بل تحتوي أيضا على مواد غير بازلتية من مناطق أخرى.
وتعمل هذه العينات كـ”رُسُل” مهمين من الماضي القديم للقمر، إذ أنها توفر بيانات مباشرة حاسمة لدراسة تاريخ التأثير المبكر للقمر، والنشاط البركاني على الجانب البعيد للقمر وتكوين الجزء الداخلي منه، كما تقدم الدراسة رؤى جديدة حول الاختلافات الجيولوجية بين الجانب البعيد للقمر والجانب القريب منه.
كما أشار البحث إلى أن عينات الجانب البعيد من القمر، تحتوي على جزيئات ذات لون فاتح أكثر بكثير، مثل الزجاج والفلسبار، مقارنة بعينات مهمة “تشانغ إيه 5” التي تم التقاطها من الجانب القريب للقمر.
كذلك تتميز العينات الجديدة بأنها أقل كثافة، مما يعني أنها “أكثر مرونة ومسامية من تربة القمر السابقة”.
وكتب الباحثون الصينيون: “العينة القمرية فضفاضة للغاية وربما تكون أكثر رقة في حالتها “الطبيعية” على سطح القمر”.
وأكد فريق البحث العلمي الصيني، أن عينات مهمة “تشانغ إيه 6” كانت “ذات أهمية كبيرة للبحث العلمي”.