أفادت دراسة أسترالية استندت إلى بيانات تجارب سريرية، بأن الناجين من السّرطان، خصوصاً كبار السِّن، يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بالسّكتات الدماغية، والنوبات القلبية، ودخول المستشفى بسبب أمراض القلب.
وأوضح الباحثون في جامعة موناش أن هذه المخاطر ارتبطت بشكل خاص بالعلاج الكيميائي؛ ما يسلط الضوء على التأثيرات طويلة الأمد لعلاجات السرطان، حسب النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «السرطان».
والسرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، حيث تسبب في وفاة نحو 10 ملايين شخص في عام 2020، بما يعادل حالة وفاة واحدة من بين كل 6 وفيات. وتشمل الأنواع الأكثر شيوعاً سرطانات الثدي، والرئة، والقولون والمستقيم، والبروستاتا.
ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة بالسرطان على مستوى العالم إلى 35 مليون حالة بحلول عام 2050، بزيادة تُقدر بـ77 في المائة مقارنة بـ20 مليون حالة مُشخّصة في عام 2022.
وعلى الرغم من التّقدم في علاجات السرطان الذي أدّى لتقليل معدل الوفيات بسبب المرض على مدار العقد الماضي، فإن أعداد الناجين منه تزداد، وقد يعانون من آثار طويلة الأمد نتيجة المرض وعلاجاته.
وتشير الأبحاث إلى أن القلب قد يكون عرضة بشكل خاص للالتهابات الناتجة عن السرطان والآثار السّامة الناتجة عن العلاجَيْن الكيميائي والإشعاعي.
وللتحقيق في مدى انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية بين الناجين من السرطان، أجرى الفريق دراسة شملت أشخاصاً بعمر 70 عاماً وما فوق في أستراليا والولايات المتحدة.
ومن بين 15 ألفاً و454 مشاركاً، أصيب 1392 شخصاً بالسرطان خلال فترة متابعة متوسطها 4.6 سنة.
وعند تقييم المشاركين الذين أُصيبوا بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية والنوبة القلبية أو دخول المستشفى بسبب أمراض القلب، وجد الباحثون أن معدل الإصابة بهذه الحالات كان أعلى بمرتين لدى الناجين من السرطان مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا به. وكانت أعلى معدلات أمراض القلب بين المرضى الذين يعانون من السرطانات المتقدمة، وسرطانات الدم، وسرطانات الرئة. كما ارتبط العلاج الكيميائي بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بمعدل مرتين.
وشدّدت الدكتورة سوزان أوركارد، الباحثة الرئيسية للدراسة في جامعة موناش، على أهمية الفحص المبكر والإجراءات الوقائية في أقرب وقت ممكن، وأهمية استمرار الأبحاث لحماية صحة القلب لدى الناجين من السرطان.
وقالت عبر موقع الجامعة: «تُسهم أبحاثنا في تعزيز الوعي بأن الأمراض القلبية المرتبطة بالسرطان وعلاجاته تمثل خطراً حقيقياً على الناجين». وأشارت إلى أن هذا البحث يمثّل خطوة هامة في فهم المخاطر الصحية للناجين من السرطان؛ ما يتطلب اتخاذ خطوات وقائية فعالة لضمان جودة حياة أفضل.