قالت الدكتورة أولغا أولانكينا، أخصائية طب العيون الروسية، إن أكثر من 500 ألف شخص في العالم يفقدون بصرهم سنويا بسبب الغلوكوما. وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر في العالم.
ووفقا لها، يتطور المرض دون أن يلاحظ المصاب ذلك، حتى أن معظمهم لا يعلمون أنهم بحاجة إلى العلاج.
وتقول: “يزداد الضغط في حالة الغلوكوما “الزرق” داخل العين، ما يؤدي إلى حدوث تغيرات في الشبكية، التي فيها المستقبلات البصرية، ما يؤدي بالتالي إلى تلف العصب البصري الذي عبره تصل الصورة إلى الدماغ، وتنخفض حدة الرؤية ويمكن أن تتطور إلى العمى. وهذه التغيرات تحصل عادة في كلتا العينين”.
وتحذر الأخصائية من أن الغلوكوما تصيب الصغار بما فيهم الأطفال دون الثالثة من العمر والكبار على حد سواء. حتى أن هناك حالات خلقية تتطور إما بسبب الخداج (ولادة مبكرة) أو بسبب تشوه في نمو العينين لدى الجنين. وذلك بسبب أمراض معدية، مثل الحميراء والحصبة وداء المقوسات وغيرها التي تصاب بها المرأة أثناء الحمل، أو بسبب التسمم بالمعادن الثقيلة والإشعاعات المؤينة كالتي تصدر من أجهزة الأشعة السينية.
وتقول: “يبدأ الغلوكوما غالبا من تلقاء نفسه، نتيجة عدم إزالة السائل من داخل العين، حيث أن تراكمه يؤدي إلى ارتفاع مستوى الضغط داخل العينين، ولكن إلى الآن لم يحدد سبب هذه الحالة. أما العوامل الأخرى فهي عيوب العين الخلقية وقصر النظر والاستعداد الوراثي والعمر والجنس، حيث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالغلوكوما”.
ووفقا لها، يمكن أن تسبب إصابة أو التهاب العين أو ورم داخل العين الإصابة بالغلوكوما. كما على خلفية بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وارتفاع مستوى ضغط الدم وأمراض الغدد الصماء والربو القصبي يتطور المرض بسرعة.
وتقول: “الأعراض النمطية الأولى للغلوكوما هي ظهور بقع سوداء على محيط الرؤية: فالشخص الذي ينظر بصورة مستقيمة لا يمكنه تمييز بالرؤية المحيطية الأشياء القريبة منه. تظهر هذه البقع تدريجيا دون أن تسبب أي انزعاج في البداية، ولكنها تتوسع وتنتشر إلى الرؤية المركزية ويشعر الشخص بأنه ينظر عبر أنبوب يتضيق أكثر فأكثر، ولكن يمكن وقف تطور المرض بالعلاج، وبعكس ذلك يصاب الشخص بالعمى”.
ووفقا لها، لا يمكن علاج المرض بصورة تامة لأن الخلايا العصبية المسؤولة عن وضوح الرؤية قد ماتت ولا يمكن استعادتها، ولكن يمكن وقف تطور المرض باستخدام قطرات خاصة وأدوية لتقوية العصب البصري وشبكية العين وتحسين الدورة الدموية. كما يمكن استخدام أشعة الليزر أو عملية جراحية في حالات معينة.
وتوصي الطبيبة، للوقاية من الغلوكوما بضرورة قياس مستوى الضغط داخل العينين كل ستة أشهر. كما يجب عدم تجاهل أي مشكلة في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية وظهور البقع السوداء وغيرها، واستشارة الطبيب المختص لتحديد سببها وهذه فرصة لاكتشاف الغلوكوما مبكرا ووقف تطور المرض.