يشعر الكثيرون بالاكتئاب والانزعاج مع اقتراب حلول فصل الشتاء الذي يقترن بالبرد والأجواء العاصفة والغائمة، ولكن الخبراء يقولون إن هذا الطقس يمكن أن يكون مفيداً لصحة الإنسان من جوانب عديدة.
تقول أنطونيا هارمان، خبيرة الطاقة الشاملة، لموقع ميترو البريطاني “مع اقتراب الشتاء تصبح الأيام أكثر برودة ورطوبة، وقد يكون من المغري تجنب الخروج في الهواء الطلق. ومع ذلك، من خلال القيام بذلك، نفصل أنفسنا عن الطبيعة والفوائد العديدة التي يمكن أن تجلبها لحياتنا/ لا سيما في تعزيز الطاقة والتوازن في أذهاننا وجسدنا وروحنا”.
وتعتقد أنطونيا أننا بحاجة إلى تغيير موقفنا من “سوء الأحوال الجوية”، واصفة إياه بأنه فرصة عظيمة لممارسة اليقظة الذهنية وتذكيرنا بمكاننا في العالم.
و تقول أنطونيا “ما يمكن أن نتعلمه من احتضان الطقس السيئ هو أننا لسنا سوى ترس صغير في هذا النظام برمته وأنه، مثل الطقس، لا يمكن التنبؤ بالحياة ويمكن العثور على الجمال في كل لحظة”.
كيف يكون صوت المطر ورائحته وشعورنا به أمراً جيداً بالنسبة لنا؟
أظهرت دراسة أجريت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مدى فعالية المطر في تنظيف الهواء. وعندما تتساقط قطرات المطر في الغلاف الجوي، فإنها تجذب مئات من جزيئات الملوثات والبكتيريا وتسحبها إلى الأرض.
ويحب الكثير من الناس رائحة المطر ويجدونها مهدئة. ويُطلق هذا العطر، المعروف باسم “بيتريكور”، عندما تختلط مركبات الزيت النباتي مع قطرات الرطوبة ويتم إطلاقها في الهواء. هذا الهواء مفيد بشكل خاص إذا كنت تمشي في متنزه أو حديقة أو غابة في يوم ممطر. وتنبعث من الأشجار والنباتات مبيدات نباتية والتي، وفقاً لدراسة أجراها الباحث الياباني تشينغ لي، ثبت أنها تساعد أجسامنا على مقاومة الأمراض.
تعمل درجات الحرارة الباردة على تعزيز وظائف المخ
وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن التفكير في الظروف الدافئة عزز الإبداع في البحث عن الروابط والصلات، بينما أدت الظروف الباردة إلى المزيد من الإبداع المرجعي، وهو التفكير المجرد والقدرة على الابتعاد عن العادات العقلية.
ويمكن للظروف الباردة أن تفيد الجسم أيضاً. ووجدت دراسة أجراها باحثون يابانيون أن ممارسة الرياضة في الأجواء الباردة والرطبة ساعدت في حرق سعرات حرارية أكثر من الطقس المعتدل.