يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض رسوما جمركية مضادة على سلع أميركية بقيمة 26 مليار يورو (28.33 مليار دولار) اعتبارا من الشهر المقبل ردا على الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألمنيوم، بحسب بيان صادر الأربعاء عن المفوضية الأوروبية.
جاء الإعلان بعد ساعات من فرض الإدارة الأميركية رسومًا جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، في تصعيد كبير للحرب التجارية بين حليفين قديمين.
وقال الاتحاد الأوروبي أنه سيرد على الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الصلب والألومنيوم من خلال إعادة فرض رسوم جمركية على المنتجات الأميركية، بما في ذلك الويسكي والدراجات النارية والقوارب بدءا من 1 أبريل المقبل.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بيان: “يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتحرك لحماية المستهلكين والشركات الأوروبية”، مضيفة الإجراءات المضادة التي نتخذها اليوم قوية ولكنها متناسبة”.
وأضافت المفوضية أن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة ستؤثر على صادرات الاتحاد الأوروبي بقيمة 26 مليار يورو (28.3 مليار دولار)، أي حوالي 5 بالمئة من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي من السلع إلى الولايات المتحدة، مما “سيؤدي إلى اضطرار المستوردين الأميركيين إلى دفع ما يصل إلى 6 مليارات يورو في رسوم جمركية إضافية”.
بالنسبة لأوروبا، ستكون الرسوم الجمركية الجديدة تقريبًا 4 أضعاف حجم الرسوم المماثلة التي فُرضت خلال فترة ولاية ترامب الأولى، عندما استهدفت الولايات المتحدة ما يقرب من 7 مليارات دولار من صادرات الاتحاد الأوروبي من الصلب، مستشهدة بمخاوف تتعلق بالأمن القومي.
25 بالمئة رسوم ترامب على الصلب والألومنيوم
ودخلت رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم حيّز التنفيذ في الدقيقة الأولى من فجر الأربعاء (04:01توقيت غرينتش) لتخطو بذلك الولايات المتحدة خطوة إضافية نحو حرب تجارية مع شركائها الرئيسيين.
وكان ترامب وقّع في 10 فبراير أمرين تنفيذيين فرض بموجبهما رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم من كل الدول، وذلك اعتبارا من 12 مارس، “دون استثناءات أو إعفاءات”.
ومن المرجّح أن تؤدّي هذه الرسوم الجمركية الباهظة على هذين المعدنين إلى زيادة تكلفة إنتاج كل شيء تقريبا في الولايات المتحدة، بدءا من الأجهزة المنزلية وصولا إلى السيارات وعلب المشروبات، ممّا يهدّد برفع أسعار المستهلكين في المستقبل.
وقال كلارك باكارد، الباحث في معهد كاتو، لوكالة فرانس برس “لن أتفاجأ إذا رأيت الرسوم الجمركية تظهر بسرعة في الأسعار”.
وأضاف أنّ قطاعي صناعة السيارات والبناء ــ بما في ذلك المباني السكنية والتجارية ــ هما من بين أكبر مستخدمي الصلب في البلاد وبالتالي فإنّ ارتفاع الأسعار فيهما سيكون جليّا.