واشنطن (أ ف ب) – تستضيف الولايات المتّحدة اعتباراً من الإثنين في واشنطن مفاوضات سلام صعبة بين أرمينيا وأذربيجان بشأن منطقة ناغورني قره باغ الجبلية المتنازع عليها بين البلدين.
والمحادثات التي تجري تحت إشراف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يفترض ان تستمر حتى الخميس بحضور وزيري الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان والأذربيجاني جيهون بيرموف.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتان السوفيتيان السابقتان في القوقاز، حربين، أولهما مطلع تسعينيات القرن الماضي والثانية عام 2020، بهدف السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ التي تقطنها غالبية أرمنية وانفصلت أحادياً عن أذربيجان قبل ثلاثة عقود.
والتوتر الذي كان شديدا أساسا تجدّد حين أعلنت باكو قبل عشرة أيام أنها أقامت أول نقطة تفتيش عند مدخل ممر لاتشين، الرابط البري الوحيد بين أرمينيا ومنطقة ناغورني قره باغ التي خضعت لحصار لعدة أشهر تسبب بنقص في السلع واقتطاعات في التيار الكهربائي. وهي خطوة اعتبرتها أرمينيا خرقا لوقف إطلاق النار الأخير المعلن بين الجانبين.
وهذه المفاوضات التي تجري بوساطة أميركية تأتي بعد أيام على جولة في المنطقة قامت بها الأسبوع الماضي وزيرة الخارجية الفرنسي كاترين كولونا.
وحضت خلال الجولة اذربيجان على “اعادة الحركة بدون عراقيل على طول ممر لاتشن” الشريان الحيوي لمنطقة ناغورني قره باغ وعبرت عن أملها في تسوية سلمية رغم الخلافات العميقة بين الطرفين.
وسيجتمع بلينكن الذي يتابع أيضا هذا الملف، الإثنين في لقاء مغلق مع الطرفين في مركز مؤتمرات يحمل اسم وزير الخارجية الأميركي الأسبق جورج شولتس قرب العاصمة الفدرالية.
– صريحة-
وقال مسؤول أميركي طالباً عدم الكشف عن اسمه الاثنين إنه يتوقع “محادثات صريحة”.
وأضاف أن “هدفنا هو ضمان جلوس الوزيرين الى الطاولة والتحدث مع بعضهما البعض” لعدة أيام في محاولة لتحقيق “سلام عادل ودائم”.
وأوضح أنّ المفاوضات تتناول بشكل خاص “اتفاقا حول تطبيع العلاقات” بين البلدين، مؤكّداً أنه “يجري بحث كل المسائل”.
وبلينكن الذي يدعو الى “حوار مباشر” منذ أشهر بحث الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لعملية السلام بين أرمينيا وأذربيجان في محادثات منفصلة مع قادة البلدين خلال نهاية الأسبوع.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن أعرب في اتصاله مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الأحد “عن قلق الولايات المتحدة العميق من أن يؤدي إنشاء أذربيجان لنقطة تفتيش على ممر لاتشين إلى تقويض جهود بناء الثقة في عملية السلام”.
وأضاف البيان أن بلينكن “شدد على اهمية إعادة فتح ممر لاتشين امام المركبات التجارية والخاصة في اقرب وقت ممكن”.
وتابع ميلر أن بلينكن نقل لعلييف دعم واشنطن لعملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا، و”شاركه قناعته بأن السلام ممكن”.
وقال ميلر في بيان منفصل السبت إن بلينكن أجرى في اليوم السابق محادثة أيضا مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.
وتحدث وزير الخارجية الأميركي أيضا عن “أهمية محادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان” وتعهد “مواصلة الولايات المتحدة دعمها” لها، وفقا لميلر.
وسبق أن شارك بلينكن في اجتماعين ثلاثيين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ثم في شباط/فبراير على هامش المؤتمر حول الأمن في ميونيخ لكن بدون أن تؤدي هذه المحادثات الى إحراز تقدم.
من جهتها، توسطت موسكو لوقف إطلاق النار بين يريفان وباكو بعد جولة القتال الأخيرة بينهما عام 2020، وقامت بنشر قوات حفظ سلام على طول ممر لاتشين.
ومع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا وعدم استعدادها لتوتير علاقاتها مع تركيا، الحليفة الرئيسية لأذربيجان، تسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لبث بعض الدفء في العلاقات بين العدوين اللدودين.