الرئيسية » دراسة العناوين الرئيسية في الجغرافيا السياسية للعالم ” الجزء الثاني “

دراسة العناوين الرئيسية في الجغرافيا السياسية للعالم ” الجزء الثاني “

by كاف بوست
خارطة العالم الجيوسياسي الجزء الثاني
**يجدر الاشارة في البداية ان هذا المقال هو امتداد للجزء السابق ولابد من قراءة الجزء الاول للالمام بالفكرة .
تحدثنا في الجزء السابق عن الادوات التي ترتكز عليها الجغرافيا السياسية، والتي بها يسهل قراءة المشهد في عالم يمكن توصيفه باسترخاء كبير بانه عالم تحكم صراعاته الجغرافيا السياسية، تحدثنا في ذلك الجزء عن القارات الثلاث ، وعن البحر الابيض المتوسط ونموذجة المعياري ، تحدثنا عن ثلاثة بحار متوسطة ، وتحدثنا عن الحدود الطبيعية وعلاقتها بالصراع بين الامم.
القارة العالمية :
ترتبط القارات بالمياة وتستمر المياة منذ التاريخ القديم حتى المستقبل البعيد متربعة كوسيلة رئيسية ومحورية في النقل ، نقل كل شيء تقريبا، بضائع ، وقود ، مواد خام ، غذاء، بالاضافة الى نقل القوات وتحركات الجيوش ، لهذا فالدول المائية وخصوصا تلك المشرفة على المحيطات الدافئة تشكل اهمية كبيرة في العالم ودائما ما تكون محل تركيز واهتمام للدول الكبرى، فتصبح نقاط محتدمة للصراع ويتكرر ذكرها في التاريخ وفي كل حروبه.
ينعكس الامر بالنسبة للمياة وامتيازاتها في النقل على امر اخر هو طبيعة القوة العسكرية ، فتركيب وفلسفة القوات العسكرية يمكن حصره في فلسفتين رئيسيتين الاولى قوى برية والثانية قوى بحرية، والامر الذي يحدد طبيعة هذة القوى هو الموقع الجغرافي فالمواقع المفتوحة على البحار مع وفرة في الموارد في اليابسة واتصال جغرافي جيد تقود غالبا الى تشكل قوى بحرية قوية وكلما كانت الدولة متماسكة ومستقرة في الداخل ساعد ذلك على حصول النهضة الاقتصادية والتي تصل الى الحد الذي يستلزم مزيد من الموارد عندها فقط تتحول القوى البحرية الى قوى رأسمالية ذات طبيعة امبريالية تبداء بالبحث عن الموارد في الخارج لينعكس ذلك ايضا على طبيعة الجيش البحري الذي يتحول الى منصة استعمارية يصبح في مرحلة لاحقة وفق ظروف معينة الى جيش عابر للقارات .
فلنعد الان الى القارة الاولى (القارة العالمية) او الجزيرة العالمية تلك القارة الممتدة التي تمتلك النسبة الاكبر من البشرية ، والنسبة الاكبر من دول العالم ، وفيها حدثت كل الاحداث الكبرى التي جعلت العالم كما هو عليه، اذا المساحة الاكثر اهمية في العالم من الناحية التاريخية والاقتصادية والجيوسياسية والديموغرافية هي تلك المساحة التي نطلق عليها القارة العالمية(اسيا و اوروبا ، وافريقيا شمال الصحراء الكبرى ).
بناء على الاهمية المطلقة للمنافذ المائية يجب ان نعرج على شرح هذا المفهوم ، حسنا ما هي المنافذ المائية؟؟ مضائق مائية طبيعية وصناعية ، قنوات مائية ، سواحل مفتوحة على المحيطات ، موانئ وارصفة وقواعد بحرية ، ممرات مائية ودول جزيرية ..
اوروبا :
بالنسبة للقارة العالمية تختزل بريطانيا الكثير من الامتيازات التي تجعلها متفوقة جغرافيا بشكل نسبي على كثير من الدول العظمى الاخرى ، فهي تحتل اهم مداخل ومخارج القارة ، وهي دولة جزيرية كبيرة ومنبسطة وتمتلك تضاريس مثالية للاتصال الجغرافي الداخلي تسمح لنشوء المجتمعات المدنية والانصهار الثقافي ما يسهل للدولة المركزية القدرة على بسط سيطرتها ، تمتاز جغرافيا بريطانيا ايضا بوجود الجبال المحيطة بالجزيرة وصعوبة دخولها من المياة الا عن طريق مناطق محددة تجعل من اي استراتيجية دفاعية فعالة بحيث تكون مركزة على مناطق محددةوغير مشتتة ، يحدث الانفصال الجغرافي في المملكة المتحدة في المنطقة الوحيدة المنفصلة عن الجزيرة الام وهي ايرلندا، حيث تبدوا مشكلة ايرلندا (النزعة الانفصالية)كمثال مكثف حول محورية الجغرافيا في تحديد مصير الامم ، بريطانيا المتصلة داخليا تمتاز بالانفصال المعتدل عن الخارج بمعنى انها تمتلك موانع حدودية طبيعية ولكنها ليست بعيدة عن القارة العالمية حيث تتحكم المملكة المتحدة بالفاصل المائي الاهم والمسمى بالقنال البريطاني، الانجليز هم اول من صاغوا مبادئ الجغرافيا السياسية حيث ظهرت الخرائط الاولى التي تحدد اهمية الجزيرة العالمية والدول التي تمثل نقاط الاتصال الرئيسية فيها وكانت لهم دراسات مستفيضة في دراسة التجارب الاسبانية والفرنسية وحتى تلك البعيدة في شرق اسيا والمتمثلة بالصراع الياباني الكوري الصيني ، بل يمتد الى الدول البرية العظمى في الشرق الاوروبي ونماذج الصراع المحتدمة في الشرق الاوسط .
وقد كان اول من تحدث عن هذا العلم بطريقة منتظمة ومنهجية متكاملة هو العالم البريطاني ماكيندر عن طريق ثلاثة كتب أصدرها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان اخرها في العام 1919م وهي( بريطانيا والبحار البريطانية ، محور ية ومسار الجغراقيا ، النموذج الديموقراطي والواقعية ) ،هذة الكتب كانت بمثابة اكتشاف قوانين الفيزياء الكلاسيكية من نيوتن ولكنها كانت في مجال السياسية ،لقد غيرت هذة الكتب قوانين اللعبة ، ومهدت لعصور الاستعمار العظمى عصور السيطرة على الكوكب .
بريطانيا والى جنوب الشرقي قليلا كانت فرنسا فاسبانيا بالاضافة الى ايطاليا مع كثير من الايجاز كان من الملائم تماما وصف هذه القوى بالقوى البحرية العظمى ، تلك التي سيطرت على بحار العالم حتى الثلث الاول من القرن العشرين ، ولكن كانت هناك فروق جوهرية بين كل من هذة الدول ، بريطانيا الجزيرية المكتملة وصاحبت الموقع الجغرافي السياسي الاكثر ملائمة كانت صاحبت التجربة الاكثر اكتمالا و الاطول عمرا، بينما كانت فرنسا العملاقة وصاحبت الامتياز الجغرافي السياسي الاكثر مثالية بعد بريطانيا تمتلك مشكلة كبيرة ، وهي الاتصال الجغرافي المعقد مع سبع دول اوروبية اخرى والذي يبدوا مخففا اذا ما قورن بالمانيا التي حاصرتها الدول من كل الاتجاهات ووضعتها ضمن خيارات محدودة مع المياة الدافئة ومستوى إتصال محدود جدا عن طريق بحر الشمال وهي منطقة شملتها كل حروب اوروبا الكبرى منذ العصور الوسطى، فرنسا امتلكت ايضا حدود خلفية مع دول بحرية وبرية واخرى متعددة القوميات وممتلئة بتاريخ مليئ بالصراع وعدم الاستقرار ، ولكنها من ناحية اخرى امتلكت موانع طبيعية مثالية مثل سلسلة جبال الالب في الحدود الايطالية والسويسرية ونهر الراين على طول الحدود الشرقية مع المانية بالاضافة الى وجود دولة محايدة في الصراع الاوروبي على الاقل في القرنين الاخيرين وهي سويسرا ، وكانت اكبر مشاكلها تتمثل بالحدود الالمانية والحدود البلجيكية واللوكسمبرغية التي تمثلت مشكلتهما في كونهما دول ضعيفة تحجز بين قوة برية عظمى هي المانيا واخرى بحرية عظمى هي فرنسا حيث لم تكن الا منطقة تثير القلق للطرفين وبشكل مستمر ولم يستمر اعلان حيادهما ابدا حيث تكونان مسرح لانطلاق الحروب الكبرى، اما اسبانيا فامتيازات الجغرافيا المفتوحة على المحيط والبحر الابيض المتوسط بالاضافة الى مضيق باب جبل طارق فائق الاهمية والتي لم تعد تشرف عليه منذ قرن ونصف لكونه مستعمرة بريطانية، فهي امتلكت مشاكل داخلية تمثلت في وجود مناطق جبلية ذات نزعة انفصالية مثل كتلونيا في الجنوب الشرقي وهي مناطق شكلت مناطق انفصال جغرافي داخلي سمحت لتشكل نزعة انفصالية دائما ما كانت تشكل ارق شديد لهذة الدولة وهو امر حد كثيرا من قوة اسبانيا في الخارج وجعلها دائما ما تنتهي بالانكفاء على الداخل لحل المشاكل المتزايدة ، ويمكن ذكر المقولة الشهيرة للمستكشف الاسباني كروستوفر كولمبوس الذي قال ان الاموال والجيوش التي انفقت لاستكشاف واستعمار المناطق المختلفة في العالم كان الاحرى استثمارها في الداخل للحفاظ على تماسك الدولة وانهاء التمرد، لن نخوض كثيرا في تفاصيل كل دولة الا لتلك الدول المحورية والتي تشكل نماذج مكثفة شديدة الاهمية في فهم موضوع الجغرافيا السياسية ، حسنا تمتلك ايطاليا هي الاخرى حضور بحري مهم جدا يشرف على منطقة مركزية في البحر الابيض المتوسط، ولكنها تمتلك وعورة جغرافية شديدة داخلية متمثلة بخليط من الجبال والانهار والتداخل الشديد بالحدود مع دول مجاورة بالاضافة الى تاريخ من الامارات المنفصلة وكونها مركز ديني (الفاتيكان) وبالتالي مركز للصراع الاوروبي القديم والمنطقة التي بدأت فيها التغيرات الحضارية الكبرى في تاريخ البشرية قديمها وجديدها وهي تمتلك حدود مائية وارضية معقدة مع عشر دول اخرى بالاضافة الى انها الحدود التي تفصل المنطقة المركزية عن الابيض المتوسط.
المنطقة المركزية:
في الجهة المقابلة من اوروبا تقع ما يطلق عليها علم الجغرافيا السياسية (المنطقة المركزية) وهي تلك الجغرافيا الممتدة من شمال شرق اوروبا ابتداء بالتخوم الروسية المتجمدة وامتدادا الى المنطقة الاسكندنافية ومنطقة البلقان ونزولا الى الجنوب في اوكرانيا وتركيا والبحر الاسود حتى المنطقة الاورواسيوية للتتضمن بجانب منغوليا جميع الدول التي تنتهي باللفظ التركي “ستان” عدا باكستان وافغانستان ، حيث تحدها من الجنوب الشرقي الصين واقليم التبيت الصيني وافغانستان في الجهة الجنوبية وتمتد الى الحدود الايرانية في اذربيجان والبحر الاسود والى الغرب قليلا مرورا بدول تشيكزلوفاكيا القديمة وبولندا والنمسا وانتهاءا بالمانيا ، ويمكن تلخيص مفهوم المنطقة المركزية بمناطق الاتحاد السوفيتي السابقة و دولة تشيكزلوفاكيا بالاضافة الى المانيا الاتحادية ، تلك المنطقة بمساحتها التي تعادل 25% من مساحة اليابسة في العالم والممتدة هي المنطقة التي تحتضن القوى البرية العظمى لكون تلك الدول لا تمتلك اي وصول للمحيطات الدافئة ولا تمتلك وصول للمنافذ المائية المتصلة بخطوط النقل والتجارة العالمية ما جعل الفلسفة العسكرية التي تطورت في هذة الدول تقودها حصرا لتطوير قوات برية، حيث تنحصر مداخلها ومخارجها بمناطق عبور عبر الدول البحرية العظمى وتتسبب الجغرافيا بنوع من العزلة والانكفاء بشكل متفاوت يزيد كلما ابتعدنا عن المياة الدافئة اكثر.
وكان مكيندر هو اول من تحدث عن هذة المنطقة من خلال محاضرة ألقاها عام 1904م في الجمعية الجغرافية الملكية بلندن والتي كان عنوانها “نقطة الارتكاز الجغرافي للتاريخ” والتي يمكن الرجوع اليها بشكل مكثف في كتاب (محورية وطرق الجغرافيا) حيث قال ” إن الذي صنع تاريخ العالم وسوف يصنعه دائماً هم سكان المناطق الداخلية العظيمة التي تشمل سهول شرق أوربا وسهول شرق ووسط آسيا, وذلك عن طريق ضغطهم على سكان السهول الساحلية لكتلة اوراسيا ,وهذه منطقة يابسة متصلة وواسعة يحيط بها الجليد من الشمال إلى هضاب إيران وافغانستان في الجنوب ويمتد من نهر الفولغا غرباً إلى شرق سيبيريا, ويتميز بتعريفه الداخلي. وتبلغ مساحتها (21) مليون ميل مربعاً والتي تفتقر الى وصول الى المنافذ المائية الدافئة , إلى أنها على العموم ملائمة جداً للحركة فيما عدا الجزء الشمالي المتجمد. وإلى الجنوب والشرق والغرب منها تقع منطقة هلالية الشكل يمكن للسفن البحرية الوصول إليها. كما قال أن توازن القوى يكون في صالح الدولة التي تحتل هذا المحور وهذا بدوره يفسح المجال لها للسيطرة على مناطق الأطراف في كل من قارتي أوربا وآسيا فتستطيع أن تستغل الموارد الطبيعية ومصادر الثروة العظيمة التي توجد في هذه المنطقة الواسعة وهذا يساعد على بناء الأساطيل العظيمة والتحول الى قوى بحرية التي تهيئ وتساعد على ظهور الإمبراطورية العالمية. وهذا قد يحدث إذا تحالفت القوة الموجودة في تلك المنطقة (روسيا والمانيا) وأن تحالفاً كهذا سوف يهدد مصالح الإمبراطورية البريطانية وبنفس الوقت سيدفع فرنسا للتحالف مع هذة الامبراطورية البحرية كما هو الحال مع التحالف الضمني بين فرنسا وبريطانيا الذي كان يبرز كلما اشتد الصراع ، وعندئذ تصبح كل من فرنسا وإيطاليا ومصر والهند وجنوب شرق آسيا وكوريا رؤوس جسور تستغل لتغيير خريطة العالم من جديد، ان من يسيطر على المنطقة المركزية يسيطر على الجزيرة العالمية وبالتالي فانه يسيطر على العالم ، تشكل المساحات الواسعة من البرية وفرة في الموارد ونزوع اقل للصراع ولكن يتسبب الاتساع الكبير للارض بعزلة السكان ونشوء مجتعات صغيرة وايضا عدم وضوح الحدود الطبيعية للدول وهو ما يجعل المنطقة المركزية في حالة من الصراع على الاستحواذ بين قوتين رئيسيتين وهما روسيا والمانيا وهما من يمكن تسميتهما مع كثير من التكثيف والايجاز بالقوى البرية العظمى .
لنتحدث عن روسيا قليلا تلك الدولة الارثذدوكسية الممتدة والتي امتلكت الحدود الطبيعية التي جعلتها تعتقد انها بمنأى عن الصراع في اوروبا، ولكن تلك العزلة لم تستمر كثيرا فعندما كانت اوروبا تمر بعصور النهضة كانت روسيا تتعرض لاهم غزو في تاريخها ذلك الغزو الذي سيغير تماما من استراتيجية هذه الدولة واستيعابها لعيوب هذا الموقع الذي جعلهم يتوهمون انهم امنون وبعيدون ، كانت القبيلة الذهبية المنغولية وهي نخبة قوات الامبراطورية المنغولية تقتحم حدود ما عرف لاحقا بالاتحاد السوفيتي لتشق طريقها الى الشمال ولا شيء يوقفها حتى مناطق الغابات الكثيفة والباردة القريبة من بترسبورغ لتحاصرها وتشق طريقها تباعا الى اسكندنافيا ، دفعت روسيا درس قاسي فعندما كانت اوروبا تخوض اهم عصورها (عصر النهضة ) والتي ستؤدي لاحقا الى انتقالها لمرحلة الثورة الصناعية كانت روسيا تواجه اسواء كوابيسها ، صنع ذلك الحدث التحول الاكثر اهمية في روسيا حيث ادركت انه لابد من الوصول الى الحدود الطبيعية والاستمرار بالتوسع قبل ان تتحول الدولة الى ضحية لتوسع منافس اخر في المنطقة المركزية كما حدث مع امبراطورية جينكزخان قديما ، او الرايخ الاماني لاحقا ، من اسكندر الاكبر مرورا بايفان الرهيب حتى نتاليا العظيمة استمر التوسع الروسي حتى امتد الى اقصى الشرق الاسيوي والى قلب اسيا اورواسيا مرورا بغابات سيبيريا العظمى، والى الغرب حتى حدود بولندا وبحر البلطيق والى الشمال في تخوم القطب الشمالي و الى الجنوب حتى البحر الاسود ، وتطورت الطموحات الالمانية في سياق متصل، ولكن بإرث مختلف لتمر المانيا بثلاث مراحل من الرايخ ابتداء بالقرن الرابع عشر حتى الحرب العالمية الثانية ، ولكن الامر كان مختلف بالنسبة لالمانيا فهي دولة تقع في قلب المنطقة المركزية وتحدها اثنى عشر دولة ثلاث منها هي دول عظمى وقوى مائية بالإضافة الى وجودها في منطقة تتنازعها القوى البرية وتمثل هي حائط الصد الاهم امام القوى البحرية.
لنعد لبريطانيا تلك الدولة التي استفادة من درس الجغرافيا السياسية كثيرا وصنعت التحولات الاكثر اهمية في الامبراطوريات منذ فجر التاريخ ، لقد سيطرت بريطانيا على الشريط الممتد في غرب افريقيا حتى الجنوب وسيطرت تباعا مع منافسة محدودة من فرنسا على الدول المطلة على المحيط الهندي وصولا الى منطقة خليج عدن ، فضمت عدن والجنوب اليمني حتى سلطنة عمان ، ثم ايران ، ودولة الهند التاريخية والتي تشمل بنغلادش وباكستان وامتد الامر ليشمل تايلاند وسنغافورة التي كانت جزء من ماليزيا حتى جزر الفلبين والصين “هنوك كونغ ” تايون حتى الطرف الاخر من الجزيرة العالمية… اليابان ، وعندما اشتد الصراع على طول الساحل الافريقي جنوبا وغربا بين بريطانيا و فرنسا شقت فرنسا قناة السويس في منتصف القرن التاسع عشر لتعيد تشكيل جغرافيا العالم وتعزل افريقيا تحت الصحراء عن هذة القارة وتغير من مفاهيم ومستوى الصراع، بالمقابل اصبح مضيق جبل طارق بريطانيا وامتد النفوذ ليشمل مصر وهي الدولة المحورية الاهم ثم نزولا ليشمل جميع دول البحر الاحمر في الضفتين ، وبطبيعة الامر سارعة فرنسا لمنافسة بريطانيا في دول جنوب حوض المتوسط مثل تونس والمغرب والجزائر ودول شرق اسيا فكانت فتنام واجزاء من اندنوسيا وبورما مستعمرات او حاميات فرنسية، احاطت بريطانيا بالقارة مرة اخرى وسيطرت عل جميع المداخل المائية الرئيسية بمشاركة صغير من فرنسا ثم اعادة تشكيل جغرافيا كل هذة القارة ، وكانت بريطانيا هي الدولة التي لا تغيب عنها الشمس ..

اسامة عبدالرحمن جميل

You may also like