نجح لقاح مخصص للورم الأرومي الدبقي، النوع الأكثر عدوانية وفتكا من سرطان الدماغ، في إطالة عمر 4 مرضى في أول تجربة سريرية من نوعها.
ويعتمد لقاح السرطان الجديد على التكنولوجيا نفسها المستخدمة في لقاحات “كوفيد-19″، ولكن مع بعض الاختلافات الرئيسية، حيث يعمل عن طريق إعادة برمجة البيئة الدقيقة للورم (TME) باستخدام عينة من الورم نفسه.
ويساعد اللقاح الجهاز المناعي على “التعرف” على الورم الخبيث، ويزوده بـ”دليل تعليمات” للنسخة الكاملة للورم، ما يكشف آلية تشغيل أو إيقاف كل جين في الورم.
ويؤدي ذلك إلى إعادة برمجة دفاعات الجهاز المناعي ضد السرطان، وشن هجوم أكثر نجاحا.
وفي التجربة السريرية الأخيرة، تلقى 4 مرضى مصابين بالورم الأرومي الدبقي جرعتين أو 4 جرعات من اللقاح، ما أدى إلى تنشيط مناعي كبير وسريع، حيث لاحظ الباحثون (بعد ساعات قليلة من إعطاء الجرعات) ارتفاعا كبيرا في “البروتينات المؤيدة للالتهابات”، التي تحفّز خلايا الدم البيضاء القاتلة.
ونتج عن ذلك آثارا جانبية قصيرة المدى، مثل الغثيان والحمى المنخفضة والقشعريرة، والتي تلاشت تدريجيا خلال اليوم أو اليومين التاليين.
“الأحدث في العصر الذهبي لأبحاث السرطان”.. لقاح ثوري وُصف بالمعجزة
وبهذا الصدد، قال عالم الأورام ورائد أبحاث اللقاحات، إلياس سيور، من جامعة فلوريدا: “كان ذلك مفاجئا للغاية نظرا لمدى سرعة حدوث الهجوم المناعي، وهذا أمر بالغ الأهمية لكشف التأثيرات اللاحقة للاستجابة المناعية”.
وتاريخيا، يعيش مرضى الورم الأرومي الدبقي، الذين يخضعون للعلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحي، لمدة 6 أشهر تقريبا، دون أي تطور للمرض.
ومع اللقاح الجديد، عاش أحد المرضى نحو 8 أشهر دون تطور للمرض، بينما عاش مريض آخر 9 أشهر.
أما المريض الثالث، فعاش لمدة 9 أشهر أخرى مصابا بالورم الأرومي الدبقي المتكرر. ولم يُبلّغ عن معلومات دقيقة عن حياة المريض الرابع حتى الآن، وهو المشارك الأول في تجربة سريرية موسعة للمرحلة الأولى.
وتعتمد النتائج الواعدة على تجربة سابقة اختبرت اللقاح على 10 كلاب أليفة تعاني من أورام في الدماغ. وفي الوقت الحالي، يبلغ متوسط معدل بقاء الكلاب على قيد الحياة، التي تلقت اللقاح، 139 يوما.
ويقول سايور: “آمل أن يكون هذا نموذجا جديدا لكيفية علاجنا للمرضى، ومنصة تقنية جديدة لكيفية تعديل جهاز المناعة”.
يذكر أن متوسط فترة البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالورم الأرومي الدبقي المتكرر يتراوح بين 5 و8 أشهر.
نشرت الدراسة في مجلة الخلية.
المصدر: ساينس ألرت