بات سلاح الطيران واحدا من أكثر الأسلحة أهمية في حروب العصر الحديث ويحظى بأهمية كبيرة لدى الجيوش، في وقت تنفق الدول مليارات الدولارات من أجل تطويره.
ويتزامن التطور، الذي يعيشه سلاح الجو بما فيه الطائرات المقاتلة دائما، مع تطور كبير في أنظمة الدفاع الجوي والذي تعتمد عليه الدول في حماية مدنها ومنشآتها الحساسة وبنيتها التحتية من القصف.
في السنوات الأخيرة برزت منافسة شديدة بين عدد كبير من دول العالم لتطوير هذا السلاح ودائما ما كانت الولايات المتحدة سباقة في تطوير هذا السلاح لتدخل الصين وبعض الدول الأوروبية وروسيا وإسرائيل بعد ذلك على خط المنافسة.
اليوم يستقطب سلاح الدفاع الجوي استثمارات كبيرة في جميع مراحله بدءا من البحث العلمي إلى التصميم والتصنيع ثم التسويق
وفي ما يلي أهم أنظمة الدفاع الجوي في العالم.
نظام MIM-104 “باتريوت” الأميركي
هو نظام دفاع جوي يعمل في جميع الأحوال الجوية وعلى جميع الارتفاعات طورته الولايات المتحدة لمواجهة الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ المجنحة والطائرات المتطورة. نظام باتريوت قادر على اكتشاف وتحديد 100 هدف جوي في وقت واحد وتتبع 8 منها باستمرار.
يتم استخدام هذا السلاح من قبل 18 دولة في جميع أنحاء العالم وبمراجعة عمليات الاستحواذ في السنوات الأخيرة تظهر أن تكلفة البطارية مع الردار و 4 قاذفات ومكونات رئيسية أخرى، تبلغ نحو مليار دولار، كما تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد نحو 4 ملايين دولار.
تم تطوير نظام MIM-104 “باتريوت” الأميركي من قبل شركة Raytheon والتي تصل قيمتها السوقية اليوم إلى نحو 165 مليار دولار وتشغل أكثر من 174 ألف شخص في أكثر من 235 منشأة حول العالم.
تمتلك الولايات المتحدة عدد من أنظمة الدفاع الجوي الأخرى أهمها التي تعرف اختصارا باسم “ثاد” وهو نظام طورته شركة لوكهيد مارتن ويحتوي على 6 قاذفات مثبتة على شاحنات، مع 8 صواريخ اعتراضية على كل قاذفة. وتصل تكلفة البطارية الواحدة حوالي 2.5 مليار دولار ويتطلب طاقمًا من حوالي 100 شخص لتشغيلها.
إس-400 تريومف
هو نظام صواريخ أرض-جو بعيد المدى تنتجه شركة ALMAZ ANTEY وهي واحدة من أكبر شركات المجمع العسكري الروسي، صُمم إس-400 تريومف ليكون ترقية لنظام إس 300 للتعامل مع الطائرات المقاتلة والصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ الباليستية متوسطة. يمكن لنظام إس-400 تريومف أيضًا تدمير صواريخ كروز توماهوك وأنواع أخرى من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة، بالإضافة إلى طائرات أواكس، على مدى يصل إلى 400 كيلومتر كما يمكنه أيضًا اكتشاف الطائرات الشبحية.
تبلغ تكلفة نظام الدفاع الجوي الروسي نحو 500 مليون دولار وفي الصفقات الكبيرة قد يترواح السعر الإجمالي بين 2 و3 مليارات دولار وذلك إذا كانت الصفقة تشمل دعمًا لوجستيًا، وتدريبًا، وصواريخ متعددة، وأجهزة رادار.
وقعت الهند في وقت سابق صفقة بقيمة 5.43 مليار دولار في عام 2018 لشراء 5 بطاريات إس-400 في المقابل بلغت الصفقة مع تركيا حوالي 2.5 مليار دولار والتي شملت إضافة إلى البطاريات أيضاً شروط تمويل واتفاقيات تصنيع محلية.
نظام الدفاع الجوي (Arrow 3)
تمتلك إسرائيل عدة طبقات من الدفاع الجوي بدءا بالقبة الحديدة ومقلاع داود وصولا إلى الأكثر كفاءة وهو Arrow 3، وهو نظام صاروخي متقدم مضاد للصواريخ تم تطويره بشكل مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة ويتميز بقدرته على الاعتراض خارج الغلاف الجوي للأهداف مثل الصواريخ الباليستية والتكتيكية.
تحتوي منظومة Arrow 3 على الصواريخ الاعتراضية، الرادرات، مراكز القيادة والتحكم ومنصات الإطلاق وتتراوح تكلفة صواريخ الاعتراض بين 2 و3 ملايين دولار.
بعد مداولات استمرت لشهور، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، في أغسطس 2023، أنها تعتزم بيع منظومة الدفاع الصاروخي Arrow-3 لألمانيا، في صفقة تبلغ قيمتها 3.5 مليار دولار، ما يجعلها أكبر صادرات إسرائيل العسكرية على الإطلاق.
نظام الدفاع الجوي SAMP-T الفرنسي الإيطالي (Eurosam)
نظام الدفاع الجوي SAMP-T هو نظام فرنسي-إيطالي مصمم لاعتراض الطائرات والصواريخ. تم تطويره بالتعاون بين شركة “يوروسام” ، وهي شراكة بين الشركة الفرنسية “تاليس” والإيطالية “ليوناردو”.
يتميز النظام بقدرته على التكيف مع مختلف بيئات التشغيل، ويمكن نشره بسرعة في مناطق مختلفة ويمتلك مستوى من المرونة يمكنه من التعامل مع مجموعة كبيرة من الأهداف في نفس الوقت مما يجعله فعالاً في بيئات التهديد المعقدة، نظام SAMP/T يُعتبر منافسًا قويًا لأنظمة مثل باتريوت الأمريكية وS-400 الروسية، ولكنه يتميز بمرونته وتكامله مع أنظمة الدفاع الجوي لحلف الناتو.
تعتمد تكلفة نظام SAMP-T على عدد البطاريات والمكونات المرافقة مثل الرادارات ومراكز القيادة، ولكن تتراوح تكلفة البطارية الواحدة بين 500 مليون إلى 700 مليون دولار كما تصل تكلفة صواريخ Aster 30 التي تعمل بها بين 2 إلى 3 ملايين دولار لكل صاروخ.
نظام الدفاع الجوي الصيني طويل المدى المضاد للطائرات HQ-9
نظام الدفاع الجوي الصيني HQ-9 هو نظام صاروخي أرضي متطور مصمم لاعتراض الطائرات، والصواريخ الباليستية قصيرة المدى. يعتبر هذا النظام أحد الأنظمة الرئيسية في الدفاع الجوي الصيني، ويشكل جزءًا من البنية التحتية الدفاعية المتكاملة للجيش الشعبي الصيني.
يستخدم النظام صواريخ HQ-9، التي تعتمد على تقنية توجيه متقدمة وتشمل قدرة عالية على المناورة، مما يسمح لها بالاعتراض على ارتفاعات ومدايات متعددة وتتراوح تكلفة الصاروخ الواحد بين 300 ألف دولار ومليون دولار.
تختلف تكاليف نظام الدفاع الجوي بعيد المدى HQ-9 بناءً على مكوناته. حيث تقدر تكلفة البطارية الكاملة لـ HQ-9 بما يتراوح بين 200 مليون دولار و400 مليون دولار. وتشمل هذه التكلفة عادةً مركبات إطلاق متعددة وأنظمة رادار للتتبع والتوجيه ومراكز القيادة والتحكم.