أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، النسخة الخامسة من “ابتكارات الحكومات الخلاقة”.
رافقه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ضمن أعمال اليوم التمهيدي للقمة العالمية للحكومات 2023 التي تنطلق أعمالها (الإثنين) في دبي وتستمر حتى 15 فبراير الحالي.
حيث يتم تنظيم النسخة الجديدة تحت شعار “الطبيعة تقود المستقبل”، وتقدم تجارب تواكب التطورات وتعرض تسع مبادرات وحلول مبتكرة طورتها الحكومات، تم اختيارها من تسع دول، هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وصربيا، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، وسيراليون، وتشيلي، وكولومبيا، وهولندا.
واطلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أهداف منصة ابتكارات الحكومات الخلاقة الرامية إلى عرض أبرز التجارب الحكومية المبتكرة من مختلف دول العالم، حيث تم اختيار هذه الابتكارات من بين 1000 مشاركة من 94 دولة، تسلمها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، من خلال مرصد الابتكار في القطاع الحكومي، وقد تم تقييم هذه المشاركات بالاعتماد على ثلاثة معايير رئيسية، هي: الحداثة، والقابلية لتطبيق هذه الابتكارات، إضافة إلى أثر الابتكار في معالجة التحدي ومدى مساهمته في خدمة الناس وتحسين حياة أفراد المجتمع.
واستمع إلى شرح حول الشراكة التي يعمل من خلالها مرصد الابتكار في القطاع الحكومي التابع للمنظمة، منذ عام 2016 مع مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي على سلسلة من التقارير حول ابتكارات القطاع الحكومي، ما أسهم في تعزيز ثقافة الابتكار ونشر المشروعات الخلاقة والأفكار الجديدة عبر إصدار 11 تقريرا.
وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، على تنظيم المبادرات العالمية الهادفة إلى تحفيز الحكومات للمشاركة في ترسيخ ثقافة الابتكار ضمن مسيرة عالمية متكاملة، تشجع فيها الحكومات على استعراض ابتكاراتها وعوامل نجاحها، وتسهيل إمكانية تطبيقها لخدمة المجتمعات.
وتركّز النسخة الخامسة لابتكارات الحكومات الخلاقة على الاستعانة بالحلول المبتكرة بالاستفادة من العناصر الطبيعية، وكيف تسهم في تعزيز المبادرات الوطنية والبرامج التي تعزز حياة الأفراد وتسهم في تطوير المجتمعات، من خلال الاستعانة بعوامل الإلهام الكامنة في الطبيعة، لإعادة تصور الخدمات وتطوير البنى التحتية الجديدة إضافة إلى وضع تصورات جديدة للمستقبل.
9 ابتكارات عالمية
وتستعرض ابتكارات الحكومات الخلاقة “المنصة الوطنية للذكاء الاصطناعي” التي طوّرتها حكومة صربيا، والتي ترتكز على إستراتيجية جديدة تهدف إلى تطوير جهاز عملاق يتيح للطلاب والعلماء والشركات الناشئة استخدام المنصة لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل مجاني، بحيث يتاح لأكثر من 200 خبير تطوير منتجات وخبرات، ما أسهم في زيادة نوعية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصربي بنسبة وصلت إلى 50 في المائة في عدد الموظفين منذ عام 2016، كما تحوّل إلى أكبر شريحة من حيث صافي الصادرات في البلاد.
وابتكرت حكومة إستونيا نموذجاً مستقبلياً يتيح للسكان الوصول إلى الخدمات الحكومية من خلال مساعد افتراضي عبر حملة وطنية تعد الأولى من نوعها لإشراك أفراد المجتمع في الحفاظ على لغتهم تحت شعار “تبرع بكلماتك – تبرع بخطابك – تبرع بحديثك” والذي يعتمد التعامل باللغة الإستونية، بما يسهم في تطوير برنامج المساعد الافتراضي، وتدريبه على التعرف على الصوت واللهجات الإقليمية المختلفة في إستونيا، ليصبح أكثر دقة ويسهم في تعزيز جهود الدولة في الحفاظ على الهوية المحلية في العالم الرقمي.
وتقدم ابتكارات الحكومات الخلاقة مشروع ” UrbanistAI” الذي ابتكرته مدينة يوفاسكولا الفنلندية، الذي يسمح لسكان المدينة من وضع تصوّر لأفكارهم واستكشاف احتمالات تطبيقها من خلال الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بحيث تعزز مشاركة الأفراد في تصميم قرارات المسؤولين الحكوميين، وترجمة هذه التطلعات إلى كلمات ومبادرات ملموسة، حيث يساعد البرنامج على استكشاف الحلول الجديدة من خلال تعزيز الخيال البشري باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي سبيل تعزيز جهود الحكومة الفرنسية في زيادة وضوح القوانين الجديدة وتأثيرها، اعتمدت منصة أوبنفيسكا ومساعدي “ميزيد”، والتي يمكن من خلالها إصدار قوانين تهم السكان على هيئة شفرة إلكترونية يمكن قراءتها رقمياً باستخدام تطبيقات مجانية، وتعريف السكان بحقوقهم وواجباتهم التي تتيحها القوانين، وتكثيف الجهود الحكومية في صياغة نموذج تشريع موحد، ودراسة التأثير المتوقع للتغييرات القانونية.. ويستخدم أكثر من 2300 شاب فرنسي منصة أوبن فيسكا بشكل يومي.
كما تستعرض ابتكارات الحكومات الخلاقة المنصة الإلكترونية “ترتياس” التي طورتها إدارة المباني في العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي تهدف إلى إعادة تصور عمليات التفتيش الحالية من خلال تسهيل عملية تعيين مفتشي بناء مستقلين تابعيين لجهات محلية، وتعتمد المنصة خاصية تحديد الموقع الجغرافي لتسجيل وصول المفتشين والتأكد من تنفيذ عمليات التفتيش في الوقت المحدد، وبالشكل الأمثل، كما تسهّل الوصول إلى تقارير التفتيش السابقة أو المعلقة أو المكتملة لتحقيق أعلى درجات الشفافية الحكومية، ما أسهم في تقليص مدة تقديم وتخليص طلب التفتيش إلى يومين فقط، بعد أن كانت تستغرق أربعة أسابيع.
وأطلقت حكومة سيراليون حملة ” فريتاون … تريتاون”، الهادفة لتعزيز مشاركة السكان في مدينة فريتاون في جهود متابعة تحدي ارتفاع درجات الحرارة عبر المبادرة المجتمعية لزراعة عدد كبير من الأشجار.. ويلعب رئيس مسؤولي الحرارة في المجتمع دورًا رئيسيًا في ضمان العناية الجيدة بالأشجار والحفاظ عليها.. ويقوم السكان من خلال الحملة بإنشاء سجل رقمي لكل شجرة مزروعة حديثاً باستخدام التطبيق الذكي، ويحصلون على مقابل مادي لقاء ري الشتلات الضعيفة ومتابعتها ورعايتها، وتمكّنت الحملة، والتي تعتبر مبادرة مجتمعية هامة، منذ إطلاقها من زراعة 560 ألف شجرة، حيث بلغت نسبة بقاء الأشجار المزروعة حديثاً 82 في المائة كما ساهم هذا النموذج في خلق وظائف خضراء جديدة لأكثر من 1000 في سيراليون.
وبهدف الحفاظ على الدماغ وحماية الخلايا العصبية، اعتمدت حكومة تشيلي تقنيات مستقبلية لتطوير التكنولوجيا العصبية، لتكون من أوائل الدول وأكثرها ريادة في جهود حماية الخلايا العصبية والتصدي للمخاطر التي يمكن أن تصيبها، من خلال تعديل الدستور استباقياً لحماية الخصوصية العقلية والإرادة الحرة، بما يسهم في حماية الهوية لكل شخص، وتعزيز جهود حماية الأفراد من التحديات المستقبلية.
وابتكرت أمانة شؤون المرأة في مكتب رئيس بلدية بوغوتا التابع للحكومة الكولومبية “نظام بوغوتا للرعاية” الأول من نوعه على مستوى قارة أمريكا اللاتينية، الهادف لتقديم الرعاية الكاملة على مستوى المدينة، بما يضمن بناء اقتصاد أكثر ازدهاراً ومساواة، ما دعم جهود الحكومة في إعادة تصميم بوغوتا لتصبح قائمة على تقديم الخدمات وليس فقط لمن يحصلون على الرعاية، بل شملت كذلك مقدمي الرعاية، واستطاع النظام مساعدة الآلاف من مقدمي الرعاية على متابعة مسار تعليمهم والحصول على دخل خاص، من خلال توفير أكثر من 300 ألف ساعة خدمة رعاية.
وتقدم ابتكارات الحكومات الخلاقة مشروع “غابة البيانات الحضرية” الذي طوّرته مدينة لاهاي في هولندا بالشراكة مع شركة “تنمية مساحة التخزين السحابي الخاصة بك”، ويهدف المشروع إلى الاستعانة بالطبيعة لإعادة تصور شكل البنية التحتية للبيانات.. وترتكز فكرة المشروع على قدرة الحمض النووي للنباتات والأشجار على تخزين بيانات أكثر 50 مرة من الحمض النووي للإنسان، إذا نجحت الشركة في تطوير تقنية لتخزين البيانات داخل جينوم هذه الكائنات الحية.
وتمثل “ابتكارات الحكومات الخلاقة” رحلة استكشافية للتجارب الملهمة من خلال منصة القمة العالمية للحكومات التي تشكّل منصة جامعة تستضيف في نسختها الاستثنائية هذا العام، التي تعد الكبرى في تاريخها، أكثر من 10 آلاف مشارك من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء وقادة القطاع الخاص، لاستشراف مستقبل الحكومات، حيث ركزت منذ إطلاقها على تشكيل واستشراف حكومات المستقبل وبناء مستقبلٍ أفضل للبشرية، وساهمت في تأسيس منظومة جديدة للشراكات الدولية القائمة على إلهام واستشراف حكومات المستقبل.