الرئيسية » رسائل “السيسي” من قمة الحكومات.. ما هي “النقاط المضيئة” التي تحدث عنها؟

رسائل “السيسي” من قمة الحكومات.. ما هي “النقاط المضيئة” التي تحدث عنها؟

by donia

منذ عام 2011 وحتى الآن، مرت مصر بمراحل مهمة وفارقة في تاريخها، وواجهت تحديات مختلفة أبرزها في مجال الاقتصاد ومعيشة المواطن.

 

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحدث عن هذه التحديات في كلمته اليوم الإثنين بالقمة العالمية للحكومات 2023 في دبي، وقال إن “مصر واجهت تحديات كاشفة وحاسمة وكادت أن تضيع في 2011،

 

وسط هذه التحديات لم يغفل الرئيس السيسي في حديثه دور دول الخليج في مساندة مصر خلال هذه الفترة، وأشار إلى النقطة المضيئة الأولى التي لولاها لم يكن ممكنا أبدا أن تعبر مصر ما كانت فيه خلال الفترة من 2011 حتى 2013.

وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (حكومية) أشار الرئيس السيسي، إلى أن الاحتياطي النقدي لدي مصر خلال تلك الفترة كان تحديا آخر، حيث كان الاحتياطي يُستهلك من خلال تمويل المشتقات النفطية وكاد أن ينتهي، وما بقي كان قليلا، مؤكدا في هذا الإطار أنه لولا وقوف الأشقاء في دولة الإمارات والسعودية والكويت لم تتمكن مصر من الوقوف مرة أخرى.

 

لم تكن هذه هي النقطة المضيئة الوحيدة التي تحدث عنها الرئيس السيسي، فقط فقد ذكر في كلمته، “عقب بيان 3 يوليو/تموز 2013 قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بزيارة مصر، وكانت الناس آنذاك تقف على محطات الوقود ومستودعات البوتاجاز بالطوابير ”

 

وقال الرئيس السيسي إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والوفد المرافق له كان يعرف ما هو المطلوب وأنا لم أقل له أي شيء ووجدنا السفن التي تحمل البوتاجاز والغاز والسولار والبنزين تغير مسارها من البحر المتوسط للبحر الأحمر، واصفا ذلك بأنه كان “نقطة مضيئة”.

 

وأضاف: “لكى أكون منصفا وأمينا فإن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات نظّم مع الأشقاء العرب الدعم الذي سيُقدم لمصر، وهذا ليس عيبا، فهذه حالتنا وحالة مصر ودول كثيرة في المنطقة تمر بتلك الظروف”.

 

بجانب هذا الدعم العربي الكبير، فمنذ انتخاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في عام 2014، وتقلده مقاليد الحكم في البلاد، دخلت القاهرة في مرحلة من التحدي، في ظل إصرار الإدارة المصرية على تحويل حياة المواطن المصري لما هو أفضل.

 

الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومية المصرية، كانت قاسية، وكان الشعب المصري عند مستوى الحدث، بعد أن تحمل العديد من الصعاب والظروف المعيشية السابقة.

وقف المواطن المصري كعادته طوال التاريخ، صامدا ومساندا لبلاده في ظل مؤمرات تدبر داخليا وأخرى تحاك خارجيا، كان هدفها زعزعة الثقة بين المواطن وبين النظام الذي لم يلجأ لتضميد جراح البلاد أو تقديم حلول مؤقتة ومسكنات، بل اقتلع المشكلة من جذورها.

 

وكما وجه الرئيس السيسي رسائل الشكر للأشقاء العرب في دولة الإمارات والسعودية والكويت عل مساندتهم لمصر في أزمتها، لم ينس دور المواطن المصري، وقال “إن كل الناس كان لديها تخوف أن المصريين لا يستطيعون تحمل الضغط ولكنهم تحملوا، وكان لدي ثقة في أن الشعب المصري سيكون على قدر المسئولية والحمل الكبير، مضيفا “إن هناك تضخما كبيرا في مصر وفي العالم كله، لكن المصريين تحملوا هذه الظروف، وهي نقطة مضيئة أيضا”.

 

وأكد الرئيس السيسي أن هناك حالة من الثقة بين الشعب المصري والقيادة والحكومة، لافتا إلى أن هناك محاولات منذ 8 شهور أو سنة تقريبا للعبث في مساحة الثقة الموجودة بالكذب والافتراء والادعاء وأشياء أخرى كثيرة”، مشددا في الوقت نفسه على أن الإرهاب في مصر فشل وتم الانتهاء منه، وتم دفع ثمن كبير من دم أبنائنا وشعبنا.

 

وأكد الرئيس أن الدولة المصرية كانت تعمل لمواجهة كافة التحديات في سياق متواز من خلال وضع حلول متكاملة، مشيرا إلى أنه خلال تنفيذ مشروعات الكهرباء والمياه والنقل، ترتب عليها تشغيل شركات وطنية بها نحو 5 ملايين مواطن، وهو ما ساهم في معالجة أزمة البطالة المحتملة نتيجة عودة المصريين المغتربين من الدول التي شهدت أزمات خلال تلك الفترة .

 

بدأت الإدارة المصرية وبإصرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي على تحمل كل التحديات، وأحيانا بعض الانتقادات والكثير من المؤمرات، في بناء جمهورية جديدة، ونجحت الحكومة في بناء احتياطات نقدية مطمنئة، بعد أن هبطت في مارس 2013 إلى 13.424 مليار دولار متراجعا من نحو 36 مليار دولار في 2011.

 

على مستوى البينة التحتية كان قطاع الكهرباء من أبرز القطاعات التي شهدت تحسنا كبيرا في ظل انقطاعات متكررة قبل 2014، وحالة من الغضب الشديد خاصة في فصل الصيف، حيث بلغ إجمالى العجز فى القدرات المطلوبة، حوالى 6050 ميجاوات خلال أشهر الصيف في الفترة التي سبقت عام 2014.

 

حققت مصر ما يشبه المعجزة في قطاع الكهرباء بعد أن حولت العجز إلى فائض للتصدير، ووفقا لتقرير لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية نشرته وسائل الإعلام المحلية، سجلت القاهرة فائضا بلغ 13 ألف ميجاوات في 2020، وقضت على ظاهرة انقطاع الكهرباء،

 

البيانات الرسمية تؤكد أن مصر سجلت نحو 116% معدل نمو في صادرات الكهرباء، وهو ما أدى إلى تقدمها 44 مركزا بمؤشر جودة التغذية الكهربائية.

 

ولم تكن تصريحات الرئيس السيسي اليوم في دبي، إلا ترجمة لهذه الإنجازات عندما أعلن أن مصر أنفقت ما يقرب من 1.7 تريليون على قطاعي الغاز والكهرباء، لحل أزمة انقطاع الكهرباء في مصر.

 

قطاع النقل والطرق لم يكن بعيدا عن أيضا عن الإنجازات فوفقا لبيانات وزارة التخطيط المصرية، حققت مصر طفرة تاريخية، بعد أن قفزت في التصنيف العالمي لجودة الطرق من المركز 113 إلى 28 عالميا.

 

هذه القفزة لم تأت من فراغ بل هي نتاج إنجازات ضخمة في القطاع، ففي خلال 7 سنوات وتحديدا في الفترة بين 2013 و2020، رفعت مصر أطوال شبكة الطرق بنسبة 112%، ونمت أعداد الكباري العلوية بنسبة 75%، والثابتة بنسبة 790%.

 

لغة الأرقام تؤكد أن ما حدث يدخل في نطاق الإنجازات التاريخية، بعد أن أنشأت مصر في الفترة من 2014 وحتى 2022 حسب أحدث بيانات، 7 آلاف كم من الطرق الجديدة، ووطورت 10 آلاف كم من الطرق الحالية.

 

كما أنشأت القاهرة شبكة مصر للقطارات السريعة بإجمالي أطوال 2000 كم، بالإضافة إلى مشروع القطار الكهربائي الخفيف، وتنفيذ الخطين الثالث والسادس لمترو الأنفاق.

 

الرئيس السيسي كشف في حديثه أن قطاع النقل في مصر تكلف 2 تريليون جنيه، وهذا يعني أن القطاع مؤهل للعمل لخدمة 105 ملايين مواطن وخدمة المستثمرين لتنفيذ استثماراتهم في مصر.

 

سقف سعري لمنتجات النفط الروسي.. هل تنجح قرارات أوروبا وG7؟

الإدارة المصرية لم تتوقف عند هذا الحد فالرئيس عبدالفتاح السيسي يؤمن بأن التحديات مستمرة وعلى ادلوة أن تواجهها وتجد الحلول، وأعلنها صريحة، أن الحالة التي حدثت في 2011 كانت صعبة للغاية ولم يكن مطلوبا تكرارها مرة أخرى.. مؤكدا أن تلك الحالة من الفوضى كلفت مصر 450 مليار دولار في دولة ظروفها الاقتصادية ليست قوية، وعلى المسئول أنه يحل مسائل قدر الإمكان لا تؤدي إلى اهتزاز الدولة مرة أخرى.

 

تحدث الرئيس أيضا عن بعض الاحتياجات المطلوبة خلال الفترة المقبلة لتحقيق النهضة المرجو لمصر ولمواطنيها، منها الحاجة إلى تريليون دولار سنويا كموازنة، و250 مليار دولار من أجل حل مسألة جودة التعليم،

 

الرئيس السيسي تحدث اليوم في القمة العالمية للحكومات بصراحة تنم عن قائد يدرك مشاكل وتحديات بلاده، ويعي جيدا ما يجب عليه أن يفعله، ويدرك بشكل كامل ما يدور في الشارع المصري، وبناء عليه قبل التحدي من أجل النهوض بمصر من كبوتها التي ظهرت في 2011، وسط إصرار وطموح على بناء جمهورية جديدة تحظى بحياة كريمة للمواطن المصري.

You may also like