لا يزال مسلسل تصدع إمبراطورية الملياردير الهندي غوتام أداني مستمرًا؛ حيث تكبدت 135 مليار دولار من إجمالي قيمتها السوقية.
وذلك منذ أواخر يناير/كانون الثاني 2023، وكانت بعض شركاتها أكثر تضررا من غيرها.
وبعد تقرير شركة “هيندنبورغ” الأمريكية للأبحاث في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، فقد سهم شركة “أداني توتال جاس” ثلاثة أرباع قيمته، ومع ذلك، فهو الآن ثاني أكثر الأسهم قيمة بين كيانات المجموعة.
وكان سهم الشركة هو الأعلى قيمة قبل تقرير “هيندنبورغ”، ويحظى بسيولة أقل نسبيًا، لكن بحسب شركة الأبحاث الأمريكية، كانت هناك مبالغة في تقييم 7 من أسهم المجموعة بنسبة 85% في المتوسط.
وتراجع سهم “أداني توتال” الإثنين 20 فبراير/شباط 2023، بالحد اليومي للجلسة السابعة عشرة على التوالي، وعدلت البورصات الهندية الحد الأقصى للسهم إلى 5% من 20% مع تفاقم عمليات البيع، كما أوردت بوابة أرقام.
تواجه “أداني توتال” مدفوعات ديون مستحقة في الربع الأخير من السنة المالية 2023 والسنة المالية 2024، تزيد عن رصيدها النقدي، وفقًا لإفصاحات البورصة.
وتوشك القيمة السوقية المجمعة لشركات مجموعة “أداني” العشر على الانخفاض دون 100 مليار دولار مع استمرار المخاوف بشأن وصول المجموعة إلى التمويل الخارجي.
يشعر المستثمرون بالقلق إزاء مستويات الديون والتدفقات النقدية، في الوقت الذي يتخذ فيه الملياردير “غوتام أداني” وشركاته خطوات تتراوح بين سداد القروض والتعهد بخفض نسب المديونية.
خطة الصمود
ومن جانبه، وافق بنك بارودا Baroda أحد أكبر المقرضين المدعومين من الدولة في الهند، على مواصلة إقراض مشاريع مجموعة أداني المحاصرة، ومن ضمنها تمويل مشروع لتطوير حي يعد من بين أكبر الأحياء الفقيرة في العالم.
وكان الملياردير الهندي، غوتام أداني، قد استأجر شركات محاماة وعلاقات عامة رفيعة المستوى في أمريكا لإصلاح الموقف، وألغى شراء مصنع فحم بقيمة 850 مليون دولار في محاولة لكبح النفقات، كما سدّد بعض الديون ووعد بتسديد مزيد لاستعادة ثقة المستثمرين.
وقال الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك بارودا، سانجيف تشادا، إن البنك سيقدم قروضًا للمجموعة إذا استوفت معايير الاكتتاب الخاصة بالمقرض، مضيفًا أنه ليس قلقًا بشأن تقلبات السوق حول أسهم أداني.
وذكر تشادا في مقابلة -بحسب “فوربس”- “لديك معايير للاكتتاب وتلتزم بها في السعة والضيق”، ورفض الخوض في التفاصيل حول تعرض البنك بشكل عام للمجموعة الهندية.
وتقدم التعليقات بعض الدعم للملياردير، غوتام أداني، بعد أن رفضت بعض البنوك إعادة تمويل قرض تجسيري قيمته 500 مليون دولار يستحق الشهر المقبل.
وهبط غوتام أداني من المركز الثالث إلى المركز 25 حاليًا، في قائمة فوربس لأغنياء العالم، وتبلغ ثروته 48 مليار دولار بحسب تقديرات فوربس اللحظية.
وتحاول مجموعة أداني تهدئة المستثمرين والمقرضين، لذلك شنّ غوتام أداني ومساعدوه حملة إصلاح الأضرار منذ ذلك الحين، إلى جانب حملة لتصوير أنفسهم بوصفهم مقترضين مسؤولين لديهم مدفوعات مسبقة ومدفوعات ديون في الوقت المحدد، بدأ التنفيذيون أيضًا سلسلة من الاجتماعات لتهدئة حاملي السندات في الخارج الذين قدموا تمويلًا أكثر من 8 مليارات دولار في السنوات الأخيرة.
وعيّنت مجموعة أداني Kekst CNC مستشارًا إعلاميًا لها في 11 فبراير/ شباط الجاري، لمساعدة المجموعة على استعادة ثقة المستثمرين من خلال وضع السياق المناسب، ليس فقط بشأن مزاعم هيندنبورغ الأميركية لكن أيضًا المخاوف الأخرى التي تدور حول القوة الأساسية للشركة.
كما عيّنت مجموعة أداني شركات المحاماة الأمريكية Wachtell وLipton وRosen & Katz للرد على مزاعم البائعين على المكشوف، حسبما ذكرت صحيفة فاينانيشال تايمز.
وألغت شركة أداني باور خطة للاستحواذ على مشروع محطة فحم من قبل DB Power وسط الهند، بوصفه جزءًا من جهود المجموعة الشاملة لتقليص الإنفاق الرأسمالي والحفاظ على النقد. ويقول مراقبون إن مزيدًا من هذه التحركات قد يكون مطلوبًا لتغيير مسار الأزمة.
وقال كبير الاقتصاديين في شركة Natixis SA في هونغ كونغ، ترين نجوين، إن المجموعة لديها بعض “الأصول القيمة للغاية” التي تولد تدفقات نقدية، إذا أرادوا ذلك فبإمكانهم بيع هذه الأصول والعثور على مشترين.
فيما اتخذت عائلة أداني خطة للسداد والدفع المسبق للقروض، لإقناع المستثمرين بأن المجموعة لا تواجه أي مشاكل في السيولة أو الملاءة المالية على الرغم من خفض قيمتها السوقية إلى النصف.
ودفع الملياردير وعائلته قروضًا قيمتها 1.11 مليار دولار في 6 فبراير/شباط لاسترداد الأسهم المرهونة في ثلاث شركات تابعة لمجموعة أداني.
وأعلنت وحدة الموانئ في 8 فبراير/ شباط خططًا لسداد ديون قيمتها 50 مليار روبية في العام الذي يبدأ في أبريل/ نيسان 2023.
كما تخطط أيضًا للدفع مقدمًا لقرض تجسيري قيمته 500 مليون دولار مستحق الشهر المقبل بعد أن امتنعت بعض البنوك عن إعادة تمويل الدين.
وقالت شركة أداني إنتربرايز في بيان، “إن التقلبات الحالية في السوق مؤقتة”.