عرفته أول ما قررت شركة فلاي دبي تشغيل خط لها بين دبي و صنعاء والعكس في عام 2012… كان حينها من أوائل المتقدمين لوظيفة ضابط مبيعات… وأثناء المقابلة الشخصية اقنعني بأنه سيكون ضابط مبيعات ومشرف على رحلة المطار ومن ثم مسئولا عن المكتب بفضل خبرته مع طيران العربية… أعجبني حماسه للوظيفة وثقته الكبيرة في نفسه، فلم اجد امامي خيارا إلا قبول التحدي..! وتم توظيفه وبرهن بشكل كبير على مقدرته في رفع مبيعات الشركة من خلال جذبه لكثير من الزبائن الجدد بمختلف مستوياتهم…
كان حماسه غير عادي وكان إذا تكلم معاك يبقي نظراته في عينيك حتى تلتفت أنت الى وجهة أخرى وكأنه يقرأ ما تفكر فيه قبل أن تنطق، ليسبقك في الرد!.. كان شديد الحماس.. متقد الذهن و “مراوغ كبير” أيضا! 😊.. كان بإمكانه بكل بساطة إذا قعدت معاه في نقاش لتطوير العمل او لعرض مشكلة عليه، “يبلط لك البحر” ويشربك لبن العصفور! كما يقولون! 😊
أستمرت علاقتنا تنمو يوما بعد يوم وكنت أكن له محبة خاصة رغم توريطه لي في بعض المقالب الصغيرة ولكني كنت اتغاضى عن هفواته لمعرفتي بحسن نواياه وبطموحه اللامتناهي لبلوغ اهدافه… كان دائما يطل عليّ برأسه، من باب مكتبي المفتوح دوما لموظفيي، عندما يكون مفلساً.. قائلا جملته الشهيرة “ما تشتيناش يا مديييييييير”! حتى صارت هذه الجملة إكليشة عند كثير من زملائه الموظفين الباحثين عن مكافأة يوم الخميس بالذات!
لا انسى له موقفه الكبير بجانبي عندما أحتجت ترتيب خيمة و طباخ لعرس إبنتي الكبرى حنان… لم ينقذني إلا حسن الكاهلي… الذي كان يقول لي ريلاكس يا مدييييير.. أنا با ارتب لك كل شيء وانت حط رجل فوق رجل.. وفعلا عملها و وفر عني الكثير من الجهد و العناء… وتم كل شيء بسلام.
كان يحب أن يأتي الى منزلي بين وقت و آخر للجلوس معي للدردشة عن خبراتي في الحياة وخاصة جانبها المهني، و الإستماع إلى النصائح أيضا… وكان عند مغادرته منزلي اسأله إن استفاد شيئا، فيقول ضاحكاً: أستفدت القليل من المعلومات” والكثير من العرعار” يا مديييييييير…! 😊
كان ذكيا ولماحا وصاحب طموح يصل إلى عنان السماء… لم يستسلم عندما قررت شركة فلاي دبي توقيف تشغيل رحلاتها إلى اليمن.. ولم يقتنع بأن يحول إلى مكتب آخر من مكاتبنا… طلب مني وقتها مساعدته بتوفير التأشيرة له والتذكرة المجانية للسفر إلى دبي ليجرب حظه هناك… وهناك أنطلق، ولكن بعد رحلة طويلة كانت محفوفة بالمخاطر و الإخفاقات والتنقل من وظيفة الى اخرى والتخبط هنا وهناك.. ولكن… لأن العزيمة و الإصرار كانا الحافز الرئيسي لوصوله إلى هدفه، فقد شق طريقه بنجاح حتى وصل إلى مبتغاه!
اليوم الاستاذ حسن الكاهلي يترأس مجلس إدارة مجموعة كبرى من الشركات في دبي تحت لواء ياريكس Yearex
واضعا لمجموعته ” نظام الحوكمة” لإدارة شركاته المتعددة بشكل مستقل والتي بنى لبناتها هو نفسه طوبة.. طوبة, وبعد كفاح طويل و مرير و إخفاقات عدة لم يكن ليتحملها على كاهله إلا حسن الكاهلي وهو لا يزال في عمر لم يتجاوز فيه الاربعين عاما..!
أكتب هذه السطور بعد أن اهداني الويب سايت المرفق… لمجموعته https://yearex.com فشعرت بالفخر و الإعتزاز لما تحقق له من نجاحات كبرى لم يسبقه فيها أحد ولا يزال يسعى جاهدا لتحقيق طموحات أعلى واضعا “عنان السماء” كسقف لطموحاته الكبرى.
ومما يزيدني سعادة ايضا.. هو إعترافه و تقديره الشخصي لي في إرشاده وتعليمه أسس الإدارة والتعامل مع الآخرين بجدية وبناء طموحه بصدق و تفاني و إخلاص … كل ذلك، زادني فخرا بأن تلميذا لي من أبناء مجموعة شركات العالمية أستطاع بذكاءه و عزيمته أن يحقق كل هذه الإنجازت بمفرده لأنه آمن بقدراته الذاتية، وأستفاد من تطويع مجهوداته لتحقيق آماله و طموحاته.
أتمنى لحسن الكاهلي ومن قبله جميل جمال وحسام الشرجبي و مجاهد الضبيبي وعبده الاشول و آخرين ممن هم خارج اليمن من الذين تتلمذوا على ايادينا في صرح العالمية وصاروا يتبوأون مناصب عليا و أصحاب شركات خاصة..
وفي الداخل اعتز بأبنائي إدريس الشيباني، فكري الشيباني، راشد القباطي، وماجد السروري، على سبيل الذكر، لا الحصر، و آخرون كثر بما حققوه وساهموا من خلاله في بناء صرح “مجموعة العالمية..” “مدرستنا جميعا..”!
كل التوفيق والنجاح والسعادة لحسن الكاهلي وكل مثابر من أبناءنا…