الرئيسية » مدينة إكسبو دبي.. العاصمة التاريخية للاستدامة والتكنولوجيا الخضراء

مدينة إكسبو دبي.. العاصمة التاريخية للاستدامة والتكنولوجيا الخضراء

by donia

ترتبط مدينة “إكسبو دبي” منذ تأسيسها بكل مبادرات احترام المناخ، الأمر الذي تستحق به عن جدارة لقب العاصمة التاريخية للاستدامة والبيئة الخضراء.

 

وحسب وكالة أنباء الإمارات “وام”، شكلت الاستدامة أولوية قصوى في جميع مراحل بناء إكسبو وإقامته، إذ اعتمدت استراتيجية الاستدامة في إكسبو 2020 دبي ممارسات تهدف إلى تحقيق تطلعات الاستدامة كموضوع فرعي، ليكون الحدث من الأكثر استدامة في تاريخ إكسبو الدولي، ليرسي معايير جديدة للتأثير البيئي لدورات إكسبو الدولية المستقبلية.

 

وتضمنت الاستراتيجية 4 أهداف رئيسية تمثلت في ترك إرث من البنية التحتية المستدامة وممارسات الاستدامة المتطورة وتحفيز وتشجيع الجهود المستدامة في دبي ودولة الإمارات وزيادة الوعي العام وإشراك المجتمع في مبادئ الاستدامة وأساليب تبنيها في الحياة اليومية واعتماد حلول مستدامة قابلة للتطوير تضمن وصول الفوائد إلى العديد من القطاعات الاقتصادية.

 

وأظهر تقرير لشركة إرنست ويونغ “EY” حول الأثر الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للحدث، أن هذه الأهداف الأربعة وجهت نجاح التخطيط للحدث وإقامته وتشغيله ومع تحول الموقع إلى مدينة إكسبو دبي ساهمت هذه الأهداف في إطلاق مدينة مستقبلية مستدامة ونظيفة في صميمها الإنسان.

 

مدينة “إكسبو دبي”

وتمكّن مدينة “إكسبو دبي” المستخدمين في المستقبل من عيش نمط حياة أكثر استدامة في دولة الإمارات مع أحياء مترابطة بممرات مشاة وطرق للمركبات ذاتية القيادة إضافة إلى بنية حضرية صديقة للبيئة تحتوي على 45000 متر مربع من الحدائق والمتنزهات. وتبقى هذه المدينة أول مجتمع في المنطقة يسجل ضمن مشروع “ويل” التجريبي للمعايير المجتمعية.

 

ومن ناحية التكنولوجيا تحتفظ مدينة “إكسبو دبي” بمبادرات إكسبو 2020 دبي التنموية الرائدة مثل أكبر تطبيق في العالم لتقنية “مايند سفير” من سيمنز، ما يضمن استمرارها في وضع معايير جديدة للاستدامة والابتكار كمدينة مستقبلية في صميمها الإنسان، ويظهر قدرة الابتكار على تحقيق فوائد مستمرة للإرث.

 

ودعم إكسبو 2020 دبي الأولويات الوطنية حيث أظهر إمكانية إقامة أحداث ضخمة مع ترك تأثير بيئي وكربوني أقل وبين قدرة هذه الأحداث على تحقيق تغييرات جوهرية للمجتمعات المحلية.

 

وأظهر إكسبو 2020 دبي أنه من خلال التخطيط الدقيق والموارد المناسبة ودمج الاستدامة في جميع أنحاء المشروع والمشاركة الوثيقة للموردين يمكن إنشاء مدينة مستقبلية مستدامة وقائمة على الابتكار ومتمحورة حول الإنسان.

 

ويبقى الهدف وراء الموضوع الرئيسي لإكسبو 2020 دبي “تواصل العقول وصنع المستقبل” وموضوعاته الفرعية: الفرص والتنقل والاستدامة في غاية الأهمية عندما تستضيف مدينة إكسبو دبي مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “COP28” في نوفمبر وديسمبر من العام الجاري.

 

ممارسات الاستدامة

وقدم إكسبو 2020 دبي أمثلة واضحة تجسد ممارساته المستدامة وأثره الإيجابي على البيئة حيث تم تطوير استراتيجية لتقييم المنشآت وهي بمثابة دليل إرشادي لتحقيق متطلبات الحصول على تقييم “لييد” و”سيكوال” و”ويل”. وكانت النتيجة حصول 123 مبنى في موقع إكسبو على تقييم “لييد” للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة من بينها 105 مباني حصلت على “لييد الذهبي” وسبعة مباني حصلت على تقييم “لييد البلاتيني”، وهو ما يظهر تكاملا كبيرا بين كفاءة الطاقة والمياه وجودة الهواء والمواد المستخدمة وتدوير وتحويل النفايات وإعادة استخدامها مجددا والحفاظ على البيئة بالإضافة إلى ذلك حصلت ثمانية مشاريع بنية تحتية ومساحات عامة على تقييم “سيكوال” بدرجة ممتاز.

 

وتشمل الإنجازات المهمة الأخرى تحويل ما نسبته 87,9 % من إجمالي النفايات بعيدا عن مكب النفايات حتى نهاية حدث إكسبو 2020 دبي، وإجراء 56 % من الرحلات من وإلى موقع إكسبو 2020 دبي باستخدام وسائط نقل مشتركة وأكثر استدامة “مثل مترو دبي وخدمة حافلات إكسبو”.

 

ونتيجة لتطبيق عدد من مبادرات تخفيض الانبعاثات الكربونية خلال مرحلتي البناء والتشغيل نجح إكسبو في خفض بصمته الكربونية بمقدار 717,004 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون وتعويض 400 ألف طن إضافية من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من خلال شراء تعويضات الكربون المعتمدة التي كان لها تأثير اجتماعي وبيئي إضافة إلى ميزات بنسبة كربونية أخرى، ويمثل هذا انخفاضا بنسبة 10% في انبعاثات الكربون مقارنة بما قد يسببه العمل المعتاد.

 

وكانت النتائج التي حققها إكسبو 2020 دبي شاملة وواسعة النطاق وساهمت في تحقيقها استراتيجية الاستدامة التي تحتوي على أكثر من 40 مؤشر أداء رئيسي للاستدامة تم تطبيقها في مختلف جوانب الموقع. وتم بعد ذلك توظيف نظام دوري شهري لمراقبة وتوثيق ومراجعة تطبيق جميع هذه الممارسات.

 

وكان ذلك أيضا نتيجة لتطبيق ممارسات الاستدامة في مختلف أعمال التصميم والبناء والتعاقد والتشغيل والإرث وجعل مناهج التصميم الكامن والمناهج المتكاملة ضمن الأولويات المستمرة إذ تم تطبيق استراتيجيات كامنة لتقليل تأثير الحرارة في الموقع والحد من استهلاك الطاقة وخلق بيئة مريحة للزوار وتم تركيب الألواح الشمسية على مجموعة كبيرة من المباني الدائمة والأجنحة الدولية لتلبية بعض الطلب على الطاقة في الموقع.

 

وتم تطوير المبادئ التوجيهية للمواد المستدامة لضمان أن يكون للمواد الرئيسية المستخدمة في أعمال البناء تأثير بيئي منخفض. والتزمت ما نسبته 98% من المواد المستخدمة في موقع إكسبو بهذه المبادئ التوجيهية، وهو ما ساهم في تخفيض %16 من الكربون الناتج عن مواد البناء بالمقارنة مع انبعاثات الغازات الدفيئة المعتادة.

 

كما أدى استخدام منصة المدينة الذكية “مايند سفير” من سيمنز -التي تجمع بيانات الماء والطاقة تلقائيا لكامل الموقع من عدادات هيئة كهرباء ومياه دبي- إلى رصد انخفاض بنسبة 33 % في الاستهلاك المتوقع للطاقة بناء على معايير الجمعية الأمريكية لمهندسي التبريد والتدفئة وتكييف الهواء و53% انخفاض في مستوى استهلاك المياه المحمولة مقارنة بالمعايير المحلية.

 

وطوّر إكسبو 2020 دبي منهجية واضحة لرصد الكربون تم استخدامها لحساب جميع الانبعاثات الناتجة عن الحدث مع إمكانية تطبيقها أيضا على الأحداث العالمية المستقبلية.

 

بدأ ذلك بتطوير لائحة جرد لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بناء على عدد من المعايير الدولية والتي تم استخدامها لتطوير قائمة جرد شاملة وذات مصداقية لانبعاثات غازات الدفيئة.

 

إذ تهدف إلى احتساب التأثير الحقيقي للحدث بدقة عبر مختلف مراحله مع إمكانية جرد الانبعاثات التي يمكن ولا يمكن التحكم بها مثل: “الطاقة المتجسدة في مواد البناء والطاقة الناتجة من تشغيل المباني والبنية التحتية للمساحات العامة واستخدام المياه للحد من البصمة البيئية للحدث في جميع مراحله: قبل الحدث وخلاله وبعد انتهائه”.

You may also like