الرئيسية » روسيا تسرع إنتاج الأسلحة وأوكرانيا تستعد لهجوم الربيع

روسيا تسرع إنتاج الأسلحة وأوكرانيا تستعد لهجوم الربيع

by donia

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الثلاثاء إن موسكو اتخذت إجراءات لتسريع إنتاج الأسلحة من أجل تلبية حاجات حملتها في أوكرانيا، مضيفاً أنها تشن هجمات ناجحة على مستودعات أوكرانية فيها أسلحة غربية.

 

ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء عن شويغو قوله إن الجيش لديه كل الأسلحة التي يحتاج إليها في ساحة القتال في عام 2023، لكنه طلب من شركة كبيرة تصنع الصواريخ مضاعفة إنتاجها من الصواريخ عالية الدقة.

 

استعدادات أوكرانية

 

وعلى الجبهة الشرقية في أوكرانيا يبدي عناصر أوكرانيون من سلاح المدرعات “استعدادهم” لهجوم الربيع الذي أعلنت عنه كييف بعد أن قاتلوا الروس في باخموت، حيث يمكن أن تنتهي المعركة الطويلة قريباً.

 

ويقوم رئيس الفريق أولكسندر ورفاقه الثلاثة داخل غابة بتجميع مقبض طوله ستة أمتار لتنظيف المدفع الكبير على دباباتهم من طراز “تي-72”.

 

ولم يطلقوا النار منذ عدة أيام لكنهم يقومون بانتظام بصيانة مدرعتهم لكي يكونوا “جاهزين على الدوام” للهجوم المعلن كما قال أولكسندر.

 

ومنذ أشهر عدة تقول أوكرانيا إنها تريد شن هجوم حاسم لعكس مسار الهجوم الروسي وتحرير نحو 20 في المئة من أراضيها المحتلة، بينها شبه جزيرة القرم.

 

وقال رئيس الفريق بعد عملية تنظيف المدفع “علينا أن نمضي إلى الأمام لأنها فرصتنا الوحيدة للعودة إلى منازلنا في وقت أبكر. فقط مع انتصارنا سنتمكن من العودة بشكل أسرع، بالتالي نحن ننتظر، وننتظر”.

 

ويمكن سماع نيران المدفعية وانفجارات من بعيد وسط تساقط المطر.

 

“لم يعد هناك شيء في باخموت”

 

وعلى بعد 15 كيلومتراً من هناك تقع باخموت مركز المعارك في شرق أوكرانيا، حيث تشتد معارك دامية منذ الصيف الماضي.

 

وفي الأسابيع الماضية أحرز المقاتلون الروس ومقاتلو مجموعة “فاغنر” المسلحة تقدماً كبيراً في وسط المدينة إثر معارك كثيفة.

 

ولم يعد الأوكرانيون يسيطرون إلا على جزء صغير غرب باخموت، وتؤكد السلطات الروسية سيطرتها على نحو 90 في المئة من المدينة التي كانت تعد 70 ألف نسمة قبل الحرب واليوم باتت مدمرة بالكامل تقريباً.

 

وقال أولكسندر قائد سرب مدرعات “تي-72” التي قدمتها بولندا لأوكرانيا قبل أشهر، “بحسب ما يمكنني رؤيته من الوضع الحالي، يبدو أنه لم يعد هناك شيء في باخموت نسيطر عليه”.

 

من جهته بقي زاور خمسة أيام في هذه المدينة في منتصف أبريل (نيسان) في إطار مهمة إسناد للمشاة، على رغم أن “الدبابات غير معدة عموماً للمعارك في المناطق الحضرية”.

 

وقال قائد الدبابة هذا “إنها آلة كبيرة. من الصعب الاستدارة والمناورة والتراجع”، موضحاً أنه أطلق نحو 50 طلقة خلال مهمته.

 

أرض صعبة

 

وبعد مقارنة الأرض المواتية لاستخدام الدبابات، يقول عناصر سلاح المدرعات إن المنطقة المحيطة بباخموت أكثر تعقيداً من تلك الجنوبية في خيرسون وزابوريجيا، المكونة من سهول زراعية كبرى.

 

ويشير المحللون بانتظام إلى تلك المناطق باعتبارها مسرحاً محتملاً للهجوم المنتظر في الربيع والذي تحضره القوات الأوكرانية.

 

وقال أولكسندر إنه في محيط باخموت “الأرض صعبة جداً. هناك وديان وخنادق. والمسافات التي يجب قطعها قصيرة جداً، 200-300 متر، بالتالي لا معنى لهذا الأمر، هم (الروس) يمكنهم رؤيتنا. والرؤية سيئة في دباباتنا”.

 

ومن أجل استعادة الأرض التي خسرتها تؤكد أوكرانيا أنها شكلت ألوية هجومية وخزنت ذخائر مع سعيها جاهدة لتجنيب قواتها الضرر واستنفاد قوات خصمها على الجبهة، كما تلقت دبابات قتالية ومدفعية بعيدة المدى من الدول الغربية الداعمة لها.

 

إنجاز المهمة

 

لكن بالنسبة إلى إيفان، وهو ميكانيكي يبلغ من العمر 24 سنة، وكان ينظف مدفع رشاش دبابة الـ”تي-72″، فإن “الهجوم المضاد لن يغير الأمور بالسرعة التي يرغب بها الجميع. من أجل شن هجوم مضاد، يجب أن تكون هناك أعداد كبرى من القوات والتجهيزات. لا أعتقد أن هذا الأمر سيكون على هذا النحو قريباً، وهو ليس بهذه السهولة”.

 

في الانتظار “نقوم بصيانة الآلات والأسلحة. نكتسب خبرات جديدة. نحن متأهبون على الدوام”.

 

وشدد أولكسندر (40 سنة)، مساعد قائد الكتيبة التي ينتمي إليها عناصر سلاح المدرعات الذين ردوا على الأسئلة، على أهمية تحضير الفرق التي يجب أن يعرف أفرادها بعضهم بعضاً.

 

وقال “هنا (في دبابة) عليك أن تفهم كل شيء باختصار. بالنسبة إلى عناصر المدرعات فإن جزءاً من الثانية مهم. الابتعاد عن القصف أو الوصول إلى الهدف، لأن الهدف لا يبقى ثابتاً إنما يتحرك. يجب إصابته، ويجب أن يدمر وإنجاز المهمة”.

 

اتفاق الحبوب

 

في الأثناء، قال مصدر أوكراني كبير اليوم الثلاثاء إن من المقرر إجراء محادثات غداً الأربعاء حول اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة ويسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، وذلك بمشاركة جميع الأطراف.

 

وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة “رويترز”، “من المقرر إجراء المحادثات غداً (بمشاركة) كل الأطراف… أتمنى أن تكون هناك نتائج”.

 

ويسمح الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز) الماضي، بالتصدير الآمن للحبوب التي كانت عالقة بسبب الهجوم الروسي من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.

 

وأشارت روسيا إلى أنها لن تسمح بتمديد الاتفاق بعد 18 مايو (أيار) نظراً إلى عدم تلبية قائمة من مطالبها الخاصة بتسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة.

 

وقال أندري ليدينيف، المستشار بدرجة وزير في السفارة الروسية بالولايات المتحدة، في منشور على حساب السفارة على تطبيق “تيليغرام” إنه لم يحرز أي تقدم على صعيد إزالة العقبات التي تعترض تصدير الحبوب والأسمدة الروسية.

 

وذكر ليدينيف مجدداً أن هذه الأزمة ناجمة عن “استراتيجية العقوبات” التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب على موسكو وتشمل قيوداً على المدفوعات والخدمات اللوجيستية وقطاعات التأمين.

You may also like