تتواصل النجاحات التي حققها الفيلم العدني “المرهقون” في مسابقات دولية وذلك منذُ عرضه الأول في مهرجان برلين وحصوله على جائزتين دوليتين، إحداهما في مجال حقوق الإنسان، حيث تم اختياره مؤخرًا للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان دربن السينمائي الدولي بدورته الـ44 والمقرر إقامته في جنوب أفريقيا في الفترة بين 20 – 30 يوليو القادم.
ويعد مهرجان دربن من أعرق المهرجانات في قارة أفريقيا والعالم حيث يشارك في مسابقته الرسمية مجموعة من أهم وأضخم الأفلام العالمية.
هذا وما يزال فيلم “المُرهقون” يجوب مهرجانات العالم بعد عرضه الأول في مهرجان برلين السينمائي في فبراير الماضي، للتوالى النجاحات والخطوات في مسابقات رسمية وعروض خاصة في مهرجانات عالمية مهمة مثل فالنسيا، سيدني، تايوان، شانغهاي، بكين، أرمينيا، سولفاكيا، وسيتم الإعلان عن مهرجانات أخرى تباعاً خلال الأسابيع القادمة.
فيلم “المُرهقون” يحكي في تفاصيله قصة حقيقية وقعت أحداثها في مدينة عدن عام 2019، عن أسرة مكونة من أبوين وثلاثة أطفال من الطبقة المتوسطة، تنحدر هذه الأسرة تحت خط الفقر بعد حرب 2015 حيث يفقد الأبوين وظيفتهما، ووسط الظروف والاقتصادية المزرية تفاجئ الأسرة بحمل الزوجة وهو عبئ لن تستطيع الأسرة تحمل نفقاته فيقرر الأبوين التخلص من الجنين في رمزية مؤلمة عن مدى التضحيات التي فرضتها الظروف الإقتصادية القاسية على الأسر متوسطة الحال.
وفي توضيح خاص قال مخرج الفيلم عمرو جمال، إن الإجهاض المقصود في الفيلم هو رمزية، حيث تعودنا في الأدب العربي أن نربط الإجهاض بالمستقبل والأحلام، فنقول أجهضت أحلامي، أو أجهض مستقبلي، وهذا حالنا في بلد ما يزال يرزح تحت ظروف إقتصادية وسياسية مؤلمة اجهضت أحلامنا وطموحاتنا ومستقبلنا، وأجبرتنا على تقديم تضحيات صعبة.
وحول نجاح الفيلم الأول (عشرة أيام قبل الزفة) وهو من إخراجه، قال عمرو جمال: “إنه سعيد بأن فيلميه (10 ايام قبل الزفة) و(المرهقون) نجحا في وضع السينما العدنية على خارطة السينما العربية والعالمية، متنميا أن يكون ذلك حافزًا للمخرجين والمنتجين وللسينمائيين من مختلف المحافظات لإعادة الوهج الفني والمسرحي للبلاد بعد سنوات من الأفول والانكماش