محمية الحسوة الطبيعية في مدينة عدن، هي إحدى المحميات الطبيعية في جنوب اليمن التي تضم تنوعاً حيوياً غنياً، وتشكل موئلاً للطيور المهاجرة والمستوطنة، والكائنات الحية المهددة بالإنقراض.
كانت المحمية في الماضي واجهة سياحية، ومتنفساً للسكان والزوار. أعلنت الحكومة اليمنية آنذاك الحسوه محمية طبيعية رسمياً في عام 2006، وحصلت على جائزة خط الإستواء الدولية في العام 2014 تقديراً لجهودها في حماية البيئة.
لكن مع اندلاع الحرب في اليمن في عام 2015، تدهور وضع المحمية بشكل كبير، وأصبحت مهجورة ومهملة وملوثة، وتم البسط على مساحات واسعة من أراضي المحمية.
أرقام وإحصائيات تُقدّر مساحة المحمية حوالي 189 هكتاراً، فيما بلغ عدد زوار المحمية قبل الحرب أكثر من 50 ألف زائر.
وفي إحصائية أخرى، فإن عدد الطيور المهاجرة التي تتكاثر في المحمية أكثر من 100 نوع مثل طائر الفلامنجو و الكرسوع و الطيطوي و بلشون البقر و النخام الكبير، و أنواع أخرى عديدة، منها 3 أنواع مهددة بالإنقراض.
فيما بلغ عدد الأشجار المقطوعة في المحمية خلال الحرب أكثر من 500 شجرة.
كما بلغ عدد الجثث التي عُثر عليها في المحمية منذ 2015 أكثر من 20 جثة.
وبلغت كمية النفايات التي تتراكم في المحمية يومياً أكثر من 10 طن، فيما بلغت كمية المياه العادمة التي تُصب في المحمية يومياً أكثر من 1000 متر مكعب.
ومن حيث الإيرادات، فقد بلغت إيرادات المحمية في العام 2012 ، حوالي 96 ألف دولار وهو الأعلى والأفضل من بين كل الأعوام.
سبب الإهمال كان لإندلاع الحرب في اليمن عام 2015 بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والحوثيين، آثاراً سلبية على محمية الحسوة الطبيعية في عدن، مما أدى إلى تراجع الدعم السياسي والمادي للمحمية .
وتوقف نشاط المحمية وتراجع عدد الزوار، وأيضاً تعرض معرض الصور التعريفية والثقافية من مبنى البرج للنّهب والتخريب من قبل مجهولين، وتحوّل جزء من أراضي المحمية إلى مكب للنفايات، وأكوام كبيرة من مخلفات البناء الإسمنتية دون مراعاة لطبيعة المحمية وخطر تلك المواد على أشكال الحياة في المحمية.
أيضاً استيلاء بعض الأطراف على أراضِ تابعة لمشروع معالجة مياه الصرف الصحي داخل المحمية، ما أدى إلى تعطيل سبل صيانة منظومة معالجة هذه المياه وتدفقها في الأراضي الزراعية.
وتدهور حالة المساحات الخضراء والحدائق والأشجار، والطيور والحيوانات في المحمية، وانتشار رائحة كريهة وحشرات وكلاب شاردة.
آثار الإهمال كل هذا الإهمال الذي تعرضت ولا زالت تتعرض له المحمية، نتج عنه آثار ضخمة وخطيرة تهدد وجود هذه المحمية، والحياة فيها ،ولعل أبرز هذه الآثار :خسارة التنوع الحيوي ،وانقراض بعض الأنواع من الطيور والكائنات الحية.
تلوث الماء والهواء والتربة؛ بسبب مخلفات الصرف الصحي والنفايات.
انخفاض إيرادات السياحة ،وفقدان فرص عمل للسكان المحليين.
تدهور جودة حياة المجتمعات المجاورة للمحمية.
حلول مقترحة وحتى لا تندثر المحمية وتنتهي ،لابد من تحرك عاجل وجاد من قبل الحكومة والدولة ؛لوضع حلول عاجلة وسريعة تحافظ على هذا الإرث الحضاري والتاريخي، وإعادة تأهيل المحمية وتوفير الدعم السياسي والمادي لها من قبل الحكومة والمنظمات الدولية، وأيضاً زيادة الوعي البيئي لدى السكان والزوار، وتشجيع المشاركة المجتمعية في حماية المحمية.
كذلك يجب إنشاء نظام إدارة فعّال للمحمية، وتطبيق قوانين صارمة لمنع التعدي على أراضيها أو تلويثها، و تنفيذ مشاريع تنموية وسياحية مستدامة في المحمية، تحافظ على ثروتها الطبيعية وتوفر فرص عمل ودخل للسكان المحليين.
مناشدات عاجلة وفي حديثٍ مطول مع الدكتورة جاكلين منصور رئيسة مبادرة هويتي، ناشدت فيها عدة مرات وزارة المياه والبيئة والهيئة العامة لحماية البيئة إلى الاهتمام بالمحمية والقيام بدورهم، وإعادة المحمية لوضعها السابق.
كما ناشدت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسكو الجهات المسؤولة للقيام بواجبها باعتبار أن محمية الحسوه من الأراضي الرطبة التي ترعاها وتقع ضمن نطاق عملها بموجب إتفاق رامسار.
هذا وقد عبّر مواطنون عن استيائهم من الاهمال المتعمد للمحمية باعتبارها متنفساً طبيعياً للأهالي ومنطقة جذب مهمة للسيّاح، وطالبوا الجهات المعنية والسلطة المحلية في عدن بسرعة إتخاذ إجراءات عاجلة تنقذ المحمية من الاندثار وتعيدها لسابق عهدها.