يبدأ حجاج بيت الله الحرام بعد غد الجمعة، الثامن من شهر ذي الحجة، مناسكهم بالتوجه إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، استعدادا لتصعيدهم يوم التاسع إلى صعيد عرفات، اقتداءً بسنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم -، وسط منظومة خدمات وإجراءات متكاملة سخرتها السلطات السعودية على المستويات كافة، الأمنية والصحية والخدمية.
وشددت السلطات السعودية، من إجراءاتها للتحقق من عدم السماح بالدخول إلى المشاعر المقدسة لغير الحجاج النظاميين، الذين يحملون بطاقة نسك والتي تعد بمثابة وثيقة تعريفية للحاج، تحمل بياناته وتسمح له بالإقامة في مكة المكرمة والتنقل في المشاعر المقدسة طوال موسم الحج.
وفرضت قوات أمن الحج والأجهزة المعاونة أطواقاً أمنية واسعة لضمان أمن الحجيج وتيسير تفويجهم وتنقلاتهم في مناطق المشاعر وفق التوقيتات المحددة، وضبط المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج وتطبيق العقوبات بحقهم، حيث ضبطت السلطات الأمنية أكثر من 300 ألف مخالف لأنظمة وتعليمات الحج وممن لا تتوفر لديهم تصاريح خلال الفترة الأخيرة، منهم 153 ألفا و998 أجنبيا جاؤوا بتأشيرات سياحية.
وذكّرت وزارة الحج والعمرة السعودية بضرورة حمل كل حاج لبطاقة نسك الخاصة به طوال رحلة الحج، لكونها الإثبات الرسمي الوحيد المعتمد للحاج النظامي في المشاعر المقدسة، لافتة إلى أن البطاقة تُعد مستندًا تعريفيًّا للحاج ووسيلة تسهل عليه طلب الخدمات والوصول إليها.
وتكتسب بطاقة نسك التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة هذا الموسم، أهمية حيث تعد الوثيقة الوحيدة للدخول إلى المشاعر المقدسة، ولا يحصل عليها إلا من لديه تصريح أو تأشيرة حج، ومن لا يحملها لا يمكنه الدخول إليها أو التنقل، ولا توجد استثناءات ومن يخالف هذا الإجراء يعرّض نفسه لعقوبات مخالفة أنظمة وتعليمات الحج.
وكان وزير الحج والعمرة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، قد أوضح أن بلاده منذ تأسيسها، شُرفّت بخدمة ضيوف الرحمن، حيث تولي القيادة السعودية اهتماماً بالغاً بتسهيل وصول الحجاج إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، لأداء النسك بكل يسر وطمأنينة وتقديم أعلى مستويات العناية والاهتمام لهم، مشدداً على ضرورة التزام جميع الحجاج بالأنظمة والتعليمات والتعاون حتى تتم خدمتهم على أكمل وجه.
كما أفتت هيئة كبار العلماء في السعودية بأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح ويأثم فاعله، ومن لم يتمكن من استخراج التصريح فإنه في حكم عدم المستطيع..موضحة أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا، حيث جاءت الشريعة بتحسين المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها.