الرئيسية » طفرة الـ AI في الإمارات تدعم تعزيز التصنيع المحلي والاستدامة

طفرة الـ AI في الإمارات تدعم تعزيز التصنيع المحلي والاستدامة

by ekram

يبرز الذكاء الاصطناعي بوصفه أحد المحركات الحيوية لإعادة تشكيل مستقبل الصناعة، فبعد أن تجاوز دوره حدود الأتمتة التقليدية، أصبح الـ AI اليوم أداة استراتيجية لتحديث خطوط الإنتاج، وتحسين الكفاءة، وتعزيز مرونة سلاسل الإمداد، فضلاً عن كونه عاملاً رئيسياً في خفض التكاليف ورفع مستوى الجودة.

هذه القدرات النوعية جعلت من الذكاء الاصطناعي خياراً حتمياً للدول الساعية إلى بناء اقتصادات أكثر تنافسية واستدامة.. وفي قلب هذه الطفرة، تسير دولة الإمارات بخطى واثقة نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي، مستندة إلى رؤية واضحة تُركّز على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة كممكنات رئيسية للنمو.

وتأتي مبادرات مثل “اصنع في الإمارات” لتؤكد هذا التوجه، عبر ربط الصناعات الوطنية بأحدث تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتوفير بيئة محفّزة للشركات والمستثمرين، تدعم النمو وتعزّز التوطين الصناعي. كما تتيح هذه المنصات تبادل الخبرات وعقد الشراكات التي تسهم في خلق منظومة صناعية متكاملة ذات طابع مستدام.

تدعم منصة “اصنع في الإمارات” الشركات الناشئة بما يحقق المزيد من النمو والتنافسية للصناعات الإماراتية، خصوصاً من خلال حلول التكنولوجيا المتقدمة والثورة الصناعية الرابعة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفق وام.

  • تسهم المنصة في تمكين القطاع الصناعي، وتعزيز التحول التكنولوجي فيه، وترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي جاذب للصناعات والاستثمارات، والمساهمة في التنمية الاقتصادية الشاملة، بما يحقق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
  • تشهد المنصة في دورتها الرابعة مشاركة محلية ودولية واسعة.
  • تعد الدورة الرابعة من منصة “اصنع في الإمارات” والمعرض المصاحب لها، الأبرز والأشمل مقارنة بالدورات السابقة، حيث تقام على ما يصل إلى 68 ألف متر مربع من المساحات المخصصة للمعارض وتم تسجيل أكثر من 50 ألف زائر للمعرض.
  • كما تتيح المنصة تبادل المعرفة والخبرات، وعقد الشراكات، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، وتوطين سلاسل الإمداد، ورفع مستوى المرونة الصناعية، وتمكين الكفاءات الإماراتية في القطاع الصناعي عبر اطلاعهم على أبرز الفرص المتاحة في قطاعي الصناعية والتكنولوجيا المتقدمة.

الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي

وبشكل عام عن دور الذكاء الاصطناعي في دعم الصناعة، يقول الأمين العام السابق لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، جمال بن سيف الجروان، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن الذكاء الاصطناعي يدعم الصناعة بعدة طرق مهمة تعزز من الكفاءة وتقلل التكاليف وتُحسن الجودة، كما تُسرّع الابتكار، من أبرزها:

  • الصيانة التنبؤية: يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الآلات والمعدات والتنبؤ بموعد تعطلها.. ويساعد ذلك على تقليل أوقات التوقف غير المخطط لها وخفض تكاليف الصيانة.
  • الأتمتة الذكية: يُستخدم في تشغيل الروبوتات الصناعية بذكاء لتأدية المهام المعقدة بدقة وكفاءة.. ويُقلل الاعتماد على العامل البشري في المهام المتكررة والخطيرة.
  • ضبط الجودة: تُستخدم تقنيات الرؤية الحاسوبية لفحص المنتجات والتأكد من جودتها.. ويكتشف الذكاء الاصطناعي العيوب بسرعة ودقة أعلى من الفحص اليدوي.
  • تحسين سلسلة التوريد: يساعد الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالطلب وتحسين إدارة المخزون.. ويحدد المسارات المثلى للشحن والتوزيع.

كما يلفت في الوقت نفسه إلى دور الذكاء الاصطناعي أيضاً في تصميم المنتجات وتطويرها، إذ يستخدم في تحليل بيانات السوق وتفضيلات العملاء لتطوير منتجات مخصصة، كما يسرّع عمليات التصميم والمحاكاة باستخدام الخوارزميات الذكية.

ويساعد أيضاً في عمليات التحكم في الإنتاج، لجهة كونه يحلل بيانات خطوط الإنتاج لتحسين الأداء واكتشاف الاختناقات، كما يُستخدم لتعديل العمليات تلقائيًا بهدف تحقيق أعلى إنتاجية.

ويضيف: للذكاء الاصطناعي دور في السلامة في بيئة العمل، ذلك لجهة توافر أنظمة مراقبة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبيه في حال وجود سلوك خطر، ويُستخدم أيضاً للتعرف إلى الحوادث قبل وقوعها.

الإمارات.. نموذج رائد

أما فيما يخص تجربة دولة الإمارات في هذا السياق، يشير المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى أن الإمارات تشهد تحولًا نوعيًا في مسارها الصناعي، مدفوعًا بثورة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. وفي إطار رؤيتها الاستراتيجية “نحن الإمارات 2031” ورغبتها في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة، بات الذكاء الاصطناعي أحد أهم المحركات لتطوير قطاع التصنيع المحلي ودفعه نحو آفاق جديدة من الاستدامة والابتكار.

ويضيف: لقد أصبح مفهوم “المصانع الذكية” واقعاً ملموساً في الإمارات، حيث تُدار خطوط الإنتاج باستخدام أنظمة ذكية قادرة على مراقبة الجودة، وتوقّع الأعطال، وتحسين أداء الماكينات بشكل لحظي. هذه المصانع لا تكتفي بالتشغيل الآلي، بل تعتمد على تحليل البيانات الضخمة واتخاذ قرارات سريعة ومبنية على الذكاء، ما يرفع كفاءة الإنتاج ويقلل الهدر.

كما يلفت في الوقت نفسه إلى أن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً محورياً في تعزيز المرونة والاستجابة في سلاسل الإمداد المحلية، فمن خلال النماذج التنبؤية، أصبحت الشركات قادرة على توقّع الطلبات وتعديل خطط التوريد في الوقت الحقيقي، مما يقلّل الاعتماد على المصادر الخارجية ويعزّز الاكتفاء الذاتي في التصنيع.

ويقول إن الدولة استثمرت بشكل كبير في تدريب وتأهيل الكفاءات الإماراتية في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات الصناعية وتحليل البيانات، ضمن جهود واضحة للتوطين في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة. الجامعات والمراكز البحثية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة أصبحت منصات لتخريج جيل جديد من المهندسين والمبتكرين في التصنيع الذكي.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الاستدامة

وفيما يتعلق بالاستدامة، يضيف بانافع: لم تعد الاستدامة خيارًا بل ضرورة، وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي في دعم الإمارات في تقليل البصمة الكربونية لقطاع الصناعة. من خلال تحسين كفاءة استخدام الطاقة، ورصد استهلاك الموارد، وتطوير عمليات إعادة التدوير، أصبح بالإمكان تحقيق إنتاج صناعي أكثر احترامًا للبيئة.

كما يُبرز في الوقت نفسه الشراكات المبتكرة التي تدفع عجلة التصنيع في الإمارات، لافتاً إلى أن الإمارات حرصت على بناء بيئة حاضنة للتعاون بين الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد أتاحت هذه الشراكات تطوير حلول صناعية متقدمة تُنتج محليًا وتُنافس عالميًا، معزّزةً بذلك موقع الدولة كمركز إقليمي للتكنولوجيا والصناعة.

  • ثورة الذكاء الاصطناعي في الإمارات ليست مجرد تطور تقني، بل هي رؤية متكاملة لتحويل قطاع التصنيع إلى ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.
  • عبر الجمع بين التكنولوجيا، والكفاءات المحلية، والاستدامة، تمضي الإمارات بخطى واثقة نحو ريادة صناعية جديدة قوامها الذكاء والابتكار.

الصناعات المتقدمة والتقنيات الحديثة

وخلال كلمته في انطلاق فعاليات الدورة الرابعة من “اصنع في الإمارات”، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة:

  • في ضوء التحول نحو الصناعات المتقدمة التي تعتمد بشكل رئيسي على التقنيات الحديثة والمتطورة في عمليات الإنتاج مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والمواد المتقدمة، بدأ العالم يشهد عصرا صناعيا جديدا، تُقوده الأفكار، وتُسرّعه التكنولوجيا، وتحدد ملامحه المرونة والقدرة على الاستجابة بسرعة لمختلف المتغيرات.
  • “من خلال رؤية قيادتنا الرشيدة، فإن الابتكار والإصرار والعزيمة هي خط الأساس الذي ننطلق منه، والمرونة والسرعة والإنتاجية هي أسلوب عملنا”.
  • “ذلك كان السبب لإطلاق إستراتيجية وطنية للصناعة، والتي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي، ودعم المُنتج الوطني، وتمكين سلاسل الإمداد، وتسريع تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي”.

وحول الذكاء الاصطناعي وصناعات المستقبل، قال الدكتور سلطان الجابر: نحن في دولة الإمارات لا ننظر إلى الذكاء الاصطناعي كمجرد أداة أو تقنية جديدة، بل كقطاع اقتصادي متكامل، من المتوقع أن تتجاوز إيراداته عالمياً 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2040، وكما تابعنا في زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدولة الإمارات الأسبوع الماضي تم إطلاق المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي في أبوظبي والذي سيكون أكبر مركز ذكاء اصطناعي خارج الولايات المتحدة الأميركية.

وشدد على أنه وفي إطار تعزيز هذا التوجه لتبني التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، أطلقت الوزارة “برنامج التحول التكنولوجي” و”مؤشر تبني التكنولوجيا المتقدمة”، الذي نجح في دعم أكثر من 500 مصنع من خلال تسهيلات تمويلية وصلت قيمتها إلى 4.6 مليار درهم، كذلك نحن نهتم بصناعات المستقبل، بما فيها تقنيات الطاقة المتجددة، والمفاعلات المعيارية الصغيرة SMRs، والفضاء، وأشباه الموصلات، والشرائح الذكية، والمكونات اللازمة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وبطاريات تخزين الطاقة، والمعدات والمركبات ذاتية القيادة، ومعدات ومواد البناء.

رؤية الإمارات

من جانبه، يقول أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:

  • تُعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في تبني الذكاء الاصطناعي لتعزيز التصنيع المحلي وتحقيق الاستدامة.
  • من خلال استراتيجيات طموحة ومبادرات مبتكرة، تسعى الإمارات إلى تحويل قطاعها الصناعي إلى نموذج متقدم يعتمد على التقنيات الحديثة.
  • أطلقت الإمارات استراتيجية الذكاء الاصطناعي عام 2017، مما جعلها من أوائل الدول التي تبنت هذه التقنية على مستوى السياسات الوطنية.
  • تُعد مبادرة “اصنع في الإمارات” جزءًا من “استراتيجية 300 مليار”، وتهدف إلى مضاعفة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031.
  • تركز هذه المبادرة على جذب الاستثمارات في الصناعات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتقنيات النظيفة، والفضاء، والدفاع، والأمن الغذائي.

ويلفت إلى البنية التحتية الرقمية المتقدمة التي تتمتع بها الدولة، مشيراً إلى الإعلان عن أكبر مجمع لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة في أبوظبي، بالتعاون مع شركة G42 وشركات أميركية كبرى. كما يُبرز اهتمام الدولة بـ “التعليم وبناء القدراء”، لافتاً إلى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كأول جامعة متخصصة في الذكاء الاصطناعي على مستوى الدراسات العليا، وتهدف إلى تطوير الكفاءات المحلية في هذا المجال.

ويقول إن الإمارات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف الاستدامة، مثل مراقبة جودة الهواء، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطوير تقنيات التقاط الكربون، ودعم إنتاج الهيدروجين الأخضر، مردفاً: “من خلال استراتيجيات متكاملة تجمع بين الابتكار، والتعليم، والبنية التحتية، والاستدامة، تُظهر الإمارات كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون محركًا رئيسيًا لتعزيز التصنيع المحلي وتحقيق التنمية المستدامة”.

You may also like