ومع ذلك، اتفق 3 محللين على أن “الرد على عملية الاغتيال سيكون محدودا” سواء من حماس ذاتها، أو من إيران عبر وكلائها في المنطقة.
ماذا حدث؟
- أعلنت حركة حماس صباح الأربعاء اغتيال هنية إثر “غارة إسرائيلية” على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
- قال الحرس الثوري الإيراني إنه يدرس أبعاد حادثة مقتل هنية، وسيعلن نتائج التحقيق لاحقا.
- اعتبر عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق أن اغتيال هنية “عمل جبان ولن يمر سدى”، في حين قال القيادي بالحركة سامي أبو زهري: “نخوض حربا مفتوحة لتحرير القدس وجاهزون لدفع مختلف الأثمان”.
- كشفت مصادر إيرانية أن “اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس تم بصاروخ موجّه نحو جسده مباشرة”، مما أسفر عن مقتله إضافة لأحد حراسه الشخصيين.
- في المقابل، اعتبر وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو اغتيال هنية “الطريقة الصحيحة لتطهير العالم”.
- مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الوزراء عدم التعليق على الحادث.
ضوء أخضر.. وتداعيات
يعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس القيادي بحركة فتح أيمن الرقب، أن “تنفيذ إسرائيل عمليتي اغتيال في قلب لبنان وإيران يشير إلى أن نتنياهو عاد من واشنطن ومعه الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات خاصة في المنطقة”.
وجاء اغتيال هنية في طهران بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، بغارة جوية في الضاحية الجنوبية من بيروت.
وبشأن التداعيات المحتملة، اعتبر الرقب في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “جرأة إسرائيل على هذه العملية وقبلها اغتيال شكر يعني أنها مطمئنة أن رد الفعل سيكون محدودا، وبالتالي نفذت كلا العمليتين خلال 12 ساعة فقط”.
وأضاف: “بالطبع سيكون هناك رد فعل من المقاومة لكن من الواضح أنه سيظل محدودا، فلو علمت إسرائيل أن الرد سيكون قاسيا لما أقدمت على تنفيذ اغتيال هنية وشكر معا”.
أما بالنسبة لموقف المفاوضات، قال القيادي بحركة فتح إن ملف الصفقة “أغلق الآن ولن يفتح في المستقبل القريب”، مرجحا ألا تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل إعلان الفائز بالانتخابات الأميركية، أي أوائل العام المقبل على الأقل، مضيفا أن “هذا ما يرغب فيه نتنياهو”.
وعما يمكن أن تفعله إيران، يعتقد الرقب أنه “لن يكون هناك رد مباشر من طهران على الحادث، ولو حدث على وقع الضغوط الداخلية سيكون عبر أحد أذرعها وهو حزب الله”.
وتابع: “هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها اغتيالات بقلب طهران. إيران لن تدخل المعركة وهذا يتضح من رد الحرس الثوري الذي أعلن أنه يدرس تفاصيل هذه العملية وسيرد ببيان توضيحي، وبالتالي لا توجد رسائل حاسمية وسريعة من إيران”.
وجهة نظر إسرائيلية
من جانب آخر، قال المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور إن اغتيال هنية يعني أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تصل إسرائيل لأهداف الحرب، التي تتمثل بشكل رئيسي في تفكيك القدرات العسكرية والسياسية لحماس، والإفراج عن جميع المختطفين، ومنع شن هجمات من غزة على إسرائيل مجددا.
واعتبر غانور في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن اغتيال هنية يأتي ضمن أهداف إسرائيل لتفكيك “القدرات السلطوية” لحماس.
وعن تأثير الحادث، أوضح أنه سيلقي بظلاله على مفاوضات الهدنة التي “ستتجمد” لفترة ما، مضيفا: “إسرائيل سلمت ردها على المقترحات الأخيرة إلى الوسطاء وكانت بانتظار رد حماس، لكن الآن سيتم تجميد هذه المحادثات لبعض الوقت”.
وقال إن تصفية هنية يضع زعيم حماس يحيي السنوار “في وضع جديد وصعب، خاصة أنه يشعر أن هناك تشددا لاستهدافه”.
ولا يتوقع المحلل السياسي الإسرائيلي ردا مباشرا من إيران على الحادث، فبحسب قوله “إيران استخلصت العبر من الاعتداء (الفاشل) الذي نفذته في أبريل الماضي، وهي في مرحلة تسلم السلطة إلى رئيس جديد، وترغب في عدم خوض حرب شاملة سواء بنفسها أو عبر وكلائها، من أجل لاستكمال مشروعها النووي”.
ولفت إلى الاعتقاد أن “رد الفعل الإيراني سيكون محدودا وربما بعد فترة، خاصة أن طهران في وضع دقيق جدا وقد تعيد حساباتها من جديد”.
ومن واشنطن، ترى الخبيرة الأميركية المتخصصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيرينا توسكرمان، أن اغتيال هنية “يضع مزيدا من الضغط على قادة حماس لأن يصبحوا أكثر تساهلا خلال المفاوضات، لأنه إن لم يصلوا إلى اتفاق ستستمر مثل هذه العمليات”.
وأوضحت لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن اغتيال هنية في قلب طهران “يعني أنها لم تعد تصبح الوجهة المفضلة لقادة الحركة”.
وأشارت إلى أن العملية تمثل تحولا مهما في مسار حرب غزة، إذ أن “دعم حماس أصبح أكثر تكلفة ومن الصعب الحفاظ عليه، وبالتالي لا يمكن للحركة الاستمرار في خوض حرب واسعة النطاق من دون دعم خارجي”.
أما بالنسبة لإيران، فقد أظهرا الهجوم بوضوح “ضعفها الداخلي واختراقها الأمني، مما يدفعها للتفكير مرتين قبل مواجهة إسرائيل مباشرة”، حسبما قالت الخبيرة الأميركية.